الدول دائماً تتحكم في الزمن فتضيف وتنقص خلال شهر رمضان، فالمواطنون يأتون الساعة كذا ويخرجون الساعة كذا والعمال أيضاً لهم ساعة دخول وخروج، فإذا كان الزمن بيد الحكومة كان يمكنها أن تعدل اليوم بأكمله خلال هل يمكن أن يبدأ الدوام في رمضان مساءً
في كثير من بلدان العالم يصوم الناس ساعات طويلة وفي بعضها تغيب الشمس بعد ثماني عشرة ساعة وفي أخرى لا تغيب الشمس، ولكن في تلك البلدان تكون درجة الحرارة معتدلة أو منخفضة جداً، ولكن في السودان درجة الحرارة دائماً لا تقل عن الأربعين درجة حتى ولو جاء رمضان في الشتاء.. فها نحن في الشهر الكريم ودرجة الحرارة الشديدة أجبرت المواطنين البقاء بمنازلهم وخلت شهر رمضان، بمعنى أن يبدأ الدوام عقب الإفطار مراعاة لظروف الطقس التي عدلت ميقات العمل فيها. ففي المملكة العربية السعودية يتغير الوقت خلال رمضان فالعمل يبدأ بعد الإفطار رغم أن ظروفها أفضل حالاً من السودان، صحيح الطقس أحياناً أشد حرارة وتشبعه بالرطوبة، ولكن المنازل مكيفة والسيارات مكيفة وأماكن البيع كلها مكيفة، ورغماً عن ذلك عدلت في زمن الدوام اليومي.. فإذا كانت الدولة اتخذت قراراً في وقت بجر الساعة السودانية ساعة للأمام، فيمكنها أن تدرس حالة وظروف المواطنين خلال هذا الشهر الكريم.
فالعامل السوداني وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة لن يستطيع أن يعمل وإذا عمل تكون نسبة العمل أقل من عشرة بالمائة، لذا إذا تحول الدوام إلى المساء فالنسبة قد ترتفع لأكثر من ستين في المائة، لأن تجربة البكور التي دعا لها من قبل الدكتور “عصام صديق” ووجهت بحملة كبيرة أفسدتها ولو طبقت ما أظن أننا سوف نحتاج إلى التعديل الذي نتحدث عنه، فالعمل عقب شروق الشمس حتى الساعة الواحدة ظهراً كافية للإنتاج ولكن العمل بعد الثامنة والتاسعة صباحاً وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة لن يجدي، فالبكور أو تعديل الزمن مساءً يمكن أن يكون خيارين للدراسة من قبل المختصين سواء كانوا من وزارة العمل أو المؤسسات الحكومية المختلفة، حتى الدراسة يمكن أن يعدل زمنها بأن تبدأ من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً أو الثانية عشر ظهراً أو تبدأ من الخامسة مساءً وحتى الحادية عشر مساءً، فالطقس في تلك الفترة بارد أو أخف من درجة الحرارة المرتفعة نهارا.. فرمضان في السودان لا يقارن بأي دولة من الدول، فالإنتاج فيه يقل بنسبة عالية جداً والمواطنون منذ الساعة الواحدة اتخذوا المساجد متكأ وكأنما المساجد في رمضان فتحت للنوم وليس للعبادة، لذا يمكن للدولة أن تدرس تلك الخيارات للنظر في تعديل زمن الدوام خلال شهر رمضان كما هو معمول به في بعض الدول لرفع الإنتاج خلال هذا الشهر وليس خفضه.