شاهدت على واحدة من صفحات (الفيس بوك) صورة لشاب يجلس أمام صاج ويحمل في يده (قرقريبة) ويقوم بعواسة الآبري، والصورة حصدت ما حصدت من التعليقات الساخرة بعضها وصل حد (الشتيمة) التي يجيدها بعضهم من غير أن يتبين الموضوع، ولأن الصورة لم تكن تحمل توضيحاً (لظرفية) هذه العواسة، ظللت أتساءل عن السبب الذي يجعل هذا الشاب يقوم بعواسة الآبري وتصوير نفسه في هذا الموقف، إلى أن جاءت الإجابة على لسان الشاب نفسه وعلى ذات (الفيس بوك) معرفاً نفسه بأنه فلان الفلاني وأن عمله الذي قام به لم يقلل من رجولته شيئاً كما اتهمه البعض، وأنه قصد بهذه الصورة أن يرسل رسالة للذين يمتهنون إنسانية النساء تحت مسمى الرجولة، وكأن الواحد خُلق لخدمة الأخريات. وضرب الشاب في ذلك أمثلة وقال ليست الرجولة أن تجبر أختك الصغرى على غسيل ملابسك وأنت جالس تشاهد التلفزيون!! وليست الرجولة أن تذهب أمك إلى الدكان وأنت نائم حتى منتصف الظهيرة تحت المكيف وقال بالحرف الواحد إن كانت هذه هي الرجولة فأنا ما راجل!!
وبصراحة ما قام به هذا الشاب أوجد عندي له مساحات من الاحترام والتقدير لأن بعضهم يعتقد أن لعب دور (س السيد) هو دور مكمل للرجالة، وكثيرون حتى لو كانوا لا يجيدون دخول المطبخ أو صناعة شيء ما فكفاية أن يشارك الواحد زوجته أو والدته بتوضيب المائدة وتجهيزها، كفاية جداً أن يحمل أحدهم الصينية بعد الفراغ منها بدلاً من أن يتفرغ للتجشؤ والاستعداد للاتكاءة التي تعقبها طلبات من شاكلة جيبوا شاي وسووا قهوة !! لكل ذلك أعتقد أن أبسط مبادئ التعاون والعدل والتفاهم والحضارة أن يخدم الشخص نفسه والذين معه حتى لو قَلت درجات تلك الخدمة، لكن يظل مبدأ المشاركة سلوكاً إنسانياً وحضارياً لا يقلل من صاحبه شيئا، فاجعلوا من الشهر الكريم فرصة لخلع رداء الرجولة الزائف الذي يتصوره بعضهم (شخط ونطر) وطلبات وأوامر واستعلاء يتعففون به عن سقاية أنفسهم حتى لو كان بهم ظمأ.
فالتحية للشاب الذي ساعد والدته في عواسة الآبري وأعتقد أن رسالته قد وصلت وفهمت، لكن أخشى أن تبقى عند كثيرين قيد النظر دون تنفيذ!!
*كلمة عزيزة
أمس صباحاً وقبل أن يقول رمضان فتاح يا عليم رزاق يا كريم، دخل كثيرون في شعور الصيام وبدأوا في تنفيذ ما يظنون أنه من واجباته، بداية من عدم الاستيقاظ المبكر نهاية بالتراخي وعدم أداء الأعمال والواجبات. وقد قادتني قدماي صباحاً إلى سوق بحري لشراء بعض المستلزمات، فوجدت بحري وكأنها قد نامت لتصحو على وسادة القزارة والنفايات ولا وجود لعمال نظافة أو محلية أو أي شخص مسؤول، ومكب النفايات المجاور للسوق في نص بحري ملئ بفضلات الذبيح بداية من الرأس حتى الجلد. ولا أدري هل تم الذبيح في السوق أو السلخانة وكيف وصلت هذه الفضلات بهذا الشكل المقزز إلى المكب، وتتدفق وتقفل الشوارع الملطخة بالدماء والفضلات!! أين أنت أخي معتمد بحري دكتور “ناجي” وقد ظللت أتصل بك منذ أن شاهدت المنظر وظل هاتفك مقفولاً (وصائماً) عن الاستجابة والرد!! وعلى فكرة تكدس القمامة لم ينجُ منه حي من الأحياء وهذا قبل رمضان ولا ندري كيف سيكون الحال خلاله!! أعتقد مفهوم أن رمضان هو شهر النوم إن كان في البيوت أو المكاتب هو مفهوم خاطئ، ورمضان ليس شهراً استثنائياً (بالخروقات) لدرجة أنني شاهدت عسكري مرور في الشارع صباحاً يمارس عمله وفي فمه (مسواك أراك)، معقولة بس رمضان شهر استثنائي بتجويد الأفعال والأقوال والتحدي فيه أن تكون صائماً وتنجز عملك أضعافاً مضاعفة.
*كلمة أعز
أخي والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم” المرحلة السابقة شهدت منك قرباً من السيد الرئيس بحكم موقعك كوزير للدفاع، الآن أنت مسؤول عن مواطني الخرطوم الذين يحتاجونك في الأسواق والشوارع والمحليات، فتوفر لهم بالقدر الذي يحل مشاكلهم وهي بالكوم مقارنة مع المايكروفون الذي لم يعمل عند عودة الأخ الرئيس.