إيلا.. «دق القراف» والعب بالرديف

لأول مرة طوال عهد الإنقاذ يخرج أهل ودمدني عفوياً من تلقاء أنفسهم وبدون آليات حشد ولا دعوات تعبوية ولا سيارات مؤجرة تجوب الأحياء لشحن الناس.. خرجوا بتلقائية واصطفوا بشارع النيل امتداداً حتى قاعة الزمالك.. لاستقبال واليهم الجديد الدكتور محمد طاهر إيلا الذي سبقته للولاية سمعته الباذخة وإنجازاته الباهرة.

٭ خرجوا يتسربلون بخيوط الأمل ويغزلون جديد العشم ويتطلعون لغد مشرق يتجاوز ظلام الحاضر الكئيب الذي أرخى بسدوله على هذه الولاية طوال عهود سبعة ولاة.. تعاقبوا على سدة حكمها «فغطسوا حجرها» والشاهد انهيار مشروع الجزيرة ودمار البنية الاقتصادية بإغلاق عشرات المصانع وتشريد آلاف العمال.. وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وغياب المشروعات التنموية.

٭ والأدهى من ذلك سيدي الوالي خداع الناس بمشروعات وهمية «مضروبة» منها على سبيل المثال مصنع سكر البنجر بمارنجان الذي تم افتتاحه صورياً مرتين مرة على يد نائب رئيس الجمهورية وأخرى بحضور وزير المالية.. وفي الحالتين تم إحضار السكر من السوق باعتباره من إنتاج المصنع الذي ما زال مغلقاً حتى يومنا هذا.. فبالله عليكم هل يوجد خداع أكثر من هذا؟.

٭ أما في مجال الرياضة فحدث ولا حرج.. فقد بدأ الانهيار يوم أن شرعوا في ضرب وتصفية قيادات اتحادات الروابط والناشئين وتسييسها فجف النبع الذي كان يغذي أندية المدينة بالمواهب الكروية الفذة.. فما احتاجت مدني يوماً لاستقدام لاعبين من مدن أخرى كدأبها الآن فقد كانت «تريانة» بالنجوم اللوامع الذين تتخاطفهم الأندية الأخرى وعلى رأسها الهلال والمريخ.

٭ أما أندية مدني سيدي الوالي فقد عشش الفقر وباض وأفرخ في مضاربها فما عادت قادرة على رعاية المواهب ولا إمكانيات لها للتسوق في مول تسجيلات اللاعبين المميزين ومنافسة الأندية الأخرى المدعومة من حكوماتها الولائية وذلك بعد أن رفع الولاة السابقون بالجزيرة أيديهم عن دعمها وتركوها تقتات من خشاش الملاعب.. فكان طبيعياً أن تنهار كرة القدم بالمدنية العريقة وتتساقط أنديتها من الممتاز كأوراق الخريف.. ولم يتبقَ منها سوى سيد الأيتام الذي إن لم تسعفه برعايتك الشخصية ودعمك العاجل فسيسقط هو الآخر ويلحق «أمات طه».

٭ صحيح أن بعض الرياضيين بودمدني قد أبدوا تخوفهم من نهج إيلا في تعامله مع الشأن الرياضي.. من واقع تجربته في ولاية البحر الأحمر التي شهدت سقوط بالكوم لأندية بورتسودان من الممتاز.

٭ ولكن أكيد سيختلف الوضع في الجزيرة.. كما جاء على لسانه في تصريحاته للزميل الأستاذ كمال حامد بصحيفة الصيحة.. فقد أقر أولاً بأن مدني هي ست الكورة.. ووعد برعاية ودعم الرياضة عموماً مع التركيز على قطاع الناشئين.. وهي بالتأكيد بشارة خير للوسط الرياضي بودمدني ستبدد كثيراً من المخاوف التي اعترته.

٭ سيدي الوالي.. نصيحة لوجه الله نتطوع بتقديمها لك لو سمحت لنا.. لا تعتمد على التشكيلة القديمة لفريق الحكومة فهي ستقصم ظهرك وتجهض طموحاتك.. ولا تشرك الاحتياطي في الكنبة من القيادات التي أدمنت الفشل وظلت تسبح في بحر الشلليات والمجموعات التي تصارع بعضها البعض لبلوغ الكراسي.. ولا بأس أن تلعب بالرديف أو استقدام محترفين من خارج الولاية إذا دعا الأمر.. وفقك الله وتأكد بأن شعب الجزيرة كله معك.

اخر لحظة

Exit mobile version