ما أظن في انسان سوداني ما بيكون الليلة فرحانة بشهر رمضان ..الناس دي كلها فرحانة ومبسوطة شديد.. ومن شدة الفرح يتبادلون التهاني بقدوم الشهر الكريم ..ولانو موسم للتسامح والاحساس بمعاناة الآخرين الذين يفتقدون في حياتهم لأبسط مقومات الحياة من طعام وشراب ..
ففي هذا الشهر يتحقق الاحساس بالحرمان والجوع والعطش وبنقدر نحس أكتر بمدى حرمان الآخرين من هذه الأشياء الأساسية ..ودي فرصة طيبة لتذكر الفقراء والمساكين والمحرومين والمعدمين والمتعففين ورقيقي الحال والمشردين والمرضى ..عشان نمد ليهم يدينا بالعون والمساعدة كل حسب استطاعته ومقدرته ..
ورمضان في السودان له مذاق خاص وطعم خاص ..حيث تلاقي الاسر والعوائل والجيران في موائد رمضان، وحيث موائد رمضان المقامة في الشوارع للافطارات الجماعية لاهل الحي او الفريق او القرية كلها..والاصرار على عابري السبيل والمسافرين بضرورة النزول وتناول وجبة الافطار ..ولانه موسم للعطاء والرحمات والبركات والبشارات والتسامح والتراضي ما حقو اي زول يزعل من زول .. وما حقو زول يتضايق من الاخرين لمجرد انهم في هذا اليوم اكثروا من منشورات التهاني والتباريك ..
انا ما عارفة ليييه في ناس ازعجت من كثرة التهاني المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. ولييه بفتكروا انو في ناس مرتاحة ومن عوائل ميسورة هم فقط البتبادلوا التهاني والتباريك ..وانو اصلا دا ما موضوع يشغل الناس للدرجة دي والفيسبوك وكل مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى تضج بالتهاني والتباريك والحديث عن رمضان والرمضانيات ومستلزمات رمضان ..
رمضان ركن من اركان الاسلام الخمسة وياتي مرة كل عام كالحج ، والناس تحتفل بمقدمه من باب تعظيم شعائر الاسلام ..ولانو اصبح جزء من ثقافة المجتمع ، واصبحت لرمضان بصمات خاصة في مختلف جوانب حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية كمان ..يا ريت نتذكر انو رمضان بالنسبة لكل الشعوب الاسلامية هو ليس فقط موسم للامساك عن الطعام والشراب بل هو موسم للعطاء والاحساس بالاخرين المحرومين . ورمضان كريم ..ودمتم .
بقلم: تهاني عوض