تصريحات خطيرة لوزير الصحة الاتحادية مفادها أن (80%) من الدواء بالمؤسسات الصحية (مغشوش).. بالله عليكم مثل هذه المعلومات الخطيرة في الشأن الصحي (للإنسان) لو حدثت في أية دولة في العالم تقدر قيمة الإنسان كبشر وقيمته كأهم آلية لصناعة دولة وتقدمها.. ماذا كان يمكن أن يحدث من مؤسسة الرئاسة أو من برلمانها أو أي كان مركز اتخاذ القرار.. وخاصة حينما يخرج هذا التصريح من الذي أوكل اليه أمر الصحة في البلاد على اعتبارات بالتأكيد لصالح قطاع الصحة.. هذه المعلومات الخطيرة في الشأن الصحي ليست هي الأولى.. قبل ذلك وفي خضم الصراع بين وزارة الصحة الولائية وإدارة الصيدلة حول أحقية التصديقات والإشراف على الصيدليات.. وزير الصحة الولائي قال إن 40% من الأدوية في 30 صيدلية خضعت للتفتيش (فاسدة ومنتهية الصلاحية).. وبالأمس اتهم النائب البرلماني محمد الحسن الأمين الصندوق القومي للإمدادات الطبية بالمتاجرة في الأدوية.. هذا غير الأخبار المتتالية عن القطاع الصحي التي لا تقل خطورة عن تصريحات الوزير الاتحادي.!
هل نحن حقيقة في دولة..!
بمؤسسات تنفيذية تشريعية ورقابية وعدلية وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني.. وشعب..!
أهم مرتكزين تستند عليهما أية دولة في العالم لتحقيق مفهوم الدولة ونهضتها وتقدمها وتطورها هما.. الصحة والتعليم.. ولماذا الصحة والتعليم لأنهما يصنعان الإنسان الصحيح المعافى من كل مرض والمتحصن بالعلم والمعرفة وهذا الإنسان هو الذي يصنع الدولة ويقودها إما في الاتجاه الإيجابي إن أحسن الاستثمار فيه.. وإما في الاتجاه السلبي إن كان يتناول الأدوية المغشوشة ولا يجد الغذاء فيموت نصف الشعب ويصبح ذلك خصماً على الدولة في حركة الإنتاج والنهوض بالخدمات.. وإن كان بجانب ذلك لا يجد التعليم أو يتلقى تعليماً (مغشوشاً) فسينتج لنا قيادات (بتخلف عقلي وجسدي) وبالتالي هذه المعادلة تنتج دولة (متخلفة)..!
ما يحدث في قطاع التعليم شبيه بما يحدث في قطاع الصحة من (انهيار تام).. للقطاعين.. صحيح أن باقي القطاعات في الدولة أيضاً تمر بذات الوضع.. غير أن انهيار التعليم والصحة يتطلب نصب صيوانات العزاء (وبالعادات القديمة كمان) عزاء لمدة (40) يوماً متواصلة، ثم إعلان الحداد حتى ينفخ الله في صورهما..!
من كان يملك من قيادات هذه الدولة في أجهزتها التنفيذية والتشريعية ذرة من الاحترام لنفسه أو لهويته أو لهذا البلد الذي كنا نفخر بالانتماء له.. يقدم استقالته على الملأ مشفوعة باعتذار رسمي للشعب وإعلان الفشل في مسؤولياته وتحقيق نهضة هذا الوطن ورفاهية شعبه.. ثم يذهب ليغتسل ويتطهر ويتوب إلى الله عز وجل من جريمته ضد الوطن والشعب بمخالفته القسم وخيانته الأمانة إن كان بقصد أو نقص كفاءة وعدم مقدرة على تحقيق النجاح.. أسأل الله لي ولكم العفو والمغفرة والرحمة.. محاسبة النفس ومراجعتها واجب يوقف الاستمرار في الذنوب فما بالكم إن كان الأذى يمتد إلى شعب كامل ووطن جريح.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد