{ بعد ملفات المواصلات، النظافة والتجميل والسياحة، الصحة، يأتي ملف التعليم العام بولاية الخرطوم، ثم البنى التحتية من صرف صحي، وطرق وجسور، ومشروع المواصلات الأضخم في العالم المتقدم (مترو الأنفاق)، والأخير يحتاج لسنوات وميزانية هائلة، لكن سيكون والي الخرطوم الجديد الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” موفقاً.. وجديراً بالاحترام لو أنه شرع في الإجراءات والدراسات الأولية للمشروع والبحث عن دول وصناديق مالية لتمويله، كما فعل “أسامة عبد الله” مع سد مروي.
{ ملف التعليم شائك، فقد دخل (البزنس) حوشه من كل الأبواب، والفريق “عبد الرحيم” من سكان الولاية ولم يأتِ إليها من كوكب آخر، ولا شك أنه يعلم ويرى ويسمع.
{ مئات المدارس الحكومية إما جُففت أو في طريقها للتجفيف، بقرار إداري أو بتناقص مطرد في عدد التلاميذ بسبب الهجرة القسرية باتجاه المدارس (الخاصة) لسوء أوضاع مدارس الحكومة!!
{ يحدث هذا في وقت هزم فيه مدير مدرسة حكومية بحي الرياض- الثورة بمحلية كرري كل الظروف والمعوقات، وجعل أولياء الأمور، وخاصة (الأمهات)، يتسابقن في تسجيل أبنائهن بمدرسة الرياض التي كان يديرها الأستاذ “أزهري” وأظنه تقاعد مؤخراً.. بقليل من الدعم المالي من الأسر، ما يعادل (عُشر) ما يدفعونه لمدارس (البزنس)، أصبحت تلك المدرسة (الحكومية) الأولى من كل النواحي ولا تدانيها حتى في البيئة والتجهيزات أية مدرسة خاصة!!
{ إذن يمكن تحقيق العسير وليس المستحيل، ولكن المجتمع صار كالقطيع يتجه أينما اتجه بعضه من (الميسورين) غير الراغبين في التغيير بالمساهمة في إعادة تعمير وتطوير المنشآت (العامة) سواء أكانت مدارس أو مستشفيات أو مساجد أو شوارع وميادين عامة.
{ في ما يتعلق بملف البنى التحتية، في رأيي أن أكبر ثغرات الفساد تكمن في منح عطاءات تشييد وبناء الطرق والجسور وغيرها من الإنشاءات لشركات محلية أو خارجية (وهمية)، يثرى أصحابها وتكتنز حساباتهم بمئات المليارات، بينما تتآكل الطرق وتتشقق وتذهب (بسكويت في موية) مع أول مطرة!! ولهذا، لابد أن يكون والي الخرطوم وكذا بقية ولاة الولايات أكثر حزماً وجدية في عدم التساهل في عطاءات مشروعات البنى التحتية- وهي مربوطة في التاريخ بأسمائهم- بترسيتها على شركات عديمة الخبرة، ضعيفة القدرات (شركة أخونا فلان.. وشركات الجهة العلانية…)!!
{ ملف أخير يتعلق بالحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) الذي صار الفريق “عبد الرحيم” بين ليلة وضحاها رئيسه في ولاية الخرطوم بحكم المنصب!!
{ ولا شك عندي أن واحدة من أهم مقعدات الأداء التنفيذي هي رئاسة الوالي والمعتمدين للحزب في الولاية والمحليات. فلو أن الحزب فرّغ الوالي والمعتمدين للتنمية والخدمات، وجاء بسياسيين متفرغين للحزب كما كان العهد في السابق لتسارعت وتيرة الإنتاج والنماء للأفضل، لكن (عقدة التنازع) ما زالت تأخذ برؤوس صناع القرار!!
{ على كل حال، يحتاج الوالي الجديد إلى إحداث تغيير (جذري) في هياكل المؤتمر الوطني بالولاية.. ودون حاجة لتفاصيل، فنتيجتهم (الطيش) في الانتخابات الأخيرة تكفي!!
{ بعض المعتمدين مميز ومجتهد وإن أخطأ، مثل “عمر نمر” في الخرطوم، و”الصادق محمد حسن” في كرري و”ناجي محمد علي” في بحري، وأظن أنهم قد اكتسبوا خبرات وتجارب، ولديهم همة ورغبة في العمل.
{ وفقكم الله لخدمة البلاد والعباد.
{ انتهت الحلقات.