جاء في بعض المواقع وثيقة الصلة بالجنوب أن “سلفاكير ميارديت” قد أسند بعض مهامه الرئاسية لوزير الدفاع وخليفته المرتقب الجنرال :”كول ميانق” متخطياً نائب الرئيس “جيمس واني ايقا”.. وتقول التقارير إن “سلفاكير” قد اعتلت صحته في الأيام الأخيرة حيث تكاثفت عليه نصائح الأطباء بالخلود للراحة والبعد عن الأعمال الشاقة والسهر والأرق والانفعالات الشديدة.. ولم يجد قرار إسناد مهام الرئيس للجنرال “كول ميانق جوك” الرضاء وسط بعض القيادات باعتبار أن النائب الأول “جيمس واني ايقا” أحق بالمنصب حتى إجراء الانتخابات القادمة، ولكن السيد “جيمس واني” الممثل البارع والرجل الذي ضل طريقه من خشبة المسرح إلى فضاء السياسة لا يحظى بثقة الكثيرين من قيادات الحركة الشعبية ويعتبرونه شخصية تفتقر إلى الحزم والجدية، ولن يستطيع إدارة دولة أوضاعها شديدة التعقيد مثل جنوب السودان.. ويعتبر الجنرال “كول ميانق” المولود في مدينة بور مسقط رأس “جون قرنق” من القيادات التي تمت بصلات القربى لـ”جون قرنق”.. ويحظى باحترام شديد وسط قيادات الحركة وتعتبره “ربيكا قرنق” الرجل المناسب لخلافة “قرنق” في قيادة الحركة الشعبية. وحينما جرت المعارك الشهيرة عام 1992م، في مثلث الموت (أيود ،كنقر، واط) كان الجنرال “كول ميناق” يقود جيش الحركة الشعبية في بور.. وواجه هجمات المنشقين ببسالة فائقة وتكتيكات بارعة جعلت الغلبة في نهاية الأمر لصالح “جون قرنق” رغم دخول قوات “رياك مشار” و”الجكور” و”ريانق” إلى مدينة بور التي يعتبرها الدينكا مدينة مقدسة مثل قم، والنجف وكربلاء عند الشيعة.. ومكة والمدينة عند السنة وعامة المسلمين .. وترقى “كول ميانق” إلى منصب رئيس أركان الجيش الشعبي.. قبل أن يتولى منصب حاكم ولاية جونقلي مسقط رأسه.. وعشيرته.. وفي صيف عام 2009م، حاورت “كول ميانق” لصالح صحيفة السفير اللبنانية وسألته عن الخيار الرابح عند الجنوبيين هل الوحدة أم الانفصال فقال بصراحة شديدة: إن المواطنين الجنوبيين لن يختاروا الوحدة مع الشمال، مهما كانت الظروف وهم الأقرب للانفصال. وطلب إغلاق المسجل.. وأمسك بيدي وهو يقول أنا شخصياً مع الوحدة وقناعتي أن التعدد الاثني والديني في دولة شاسعة المسافة تجمع بين العرب في الشمال والزنوج في الجنوب هو مصدر قوة وليس ضعفاً، ولكننا كسودانيين فشلنا في إدارة التنوع لصالح الوحدة ويتحمل الشماليون المسؤولية الأكبر بحسبانهم كانوا في السلطة منذ الاستقلال، وحتى الآن.. وسألني “كول ميناق”.. هل تتوقع إذا كان “جون قرنق” على قيد الحياة سيصوت الجنوبيون للانفصال إنا قناعاتي إن الانتخابات القادمة سيكسبها المؤتمر الوطني، ولكن إذا جرت انتخابات في عام 2015م، فإن الحركة الشعبية تستطيع أن تنال (50%) من مقاعد البرلمان.
وإذا قدمنا مرشحاً مسلماً سنفوز عليهم.. طلب “كول ميناق” أن احتفظ بقناعته الخاصة في دفاتري، ولكن بعد أن انقسم السودان لدولتين ومرت على تلك المقابلة سنوات لا بأس من ذكر جزء مما قال إنه رأي خاص.
إن شخصية “كول ميانق” تميل إلى الصمت الشديد ولكنه جنرال مثقف يقرأ.. ويكتب بالعربية والإنجليزية.. محارب شرس.. ويحظى بثقة أولاد “جون قرنق”. فهل إذا تنحى “سلفاكير” من السلطة أو غيبه الموت سيؤول حكم جنوب السودان إلى “كول ميناق”؟؟ وهل يرضى د.”رياك مشار” بالأمر الواقع ويتنازل عن مطالبه لصالح الاستقرار في دولة جنوب السودان بعد رحيل حكم “سلفاكير”؟؟ بل إن قناعات “كول ميانق” التي عبر عنها حينذاك إذا كانت لا تزال هي قناعاته، قد تقود إلى وحدة من خلال كونفدرالية تجمع شتات الدولة التي كانت واحدة ومزقتها الغبائن وعمى البصائر.