قبل أن يكمل عبد الرحيم أيام الضيافة الثلاثة

هل قصد أهالي منطقة الجريف شرق بولاية الخرطوم ترتيب ملفات الوالي الجديد بوضع ملف قضيتهم في المقدمة؟
هل قصدوا ذلك وهم ينظمون تلك التظاهرة المبكرة يوم الجمعة قبل أن يكمل والي الخرطوم الجديد أيام الضيافة الثلاثة؟
إن الاحتجاجات الشعبية على نزاعات الأراضي هي قضية متجددة في عدد من مناطق ولاية الخرطوم، الجريف شرق والشجرة والعزوزاب وحلفاية الملوك وغيرها.. نزاعات تختلف في طبيعتها عن نزاعات الأراضي في ولايات السودان الأخرى حيث تكون النزاعات هناك بين أفراد أو قبائل لكنها في الخرطوم تحدث دائماً بين الحكومة والمواطنين احتجاجاً على سياسات تتخذها الحكومة لإعادة تخطيط وتوزيع المدن والأرياف.
مواجهات الجمعة بين المحتجين من الأهالي والشرطة والتي تسببت في سقوط قتيل من المحتجين نسأل الله له الرحمة بجانب مصابين من المواطنين ومن أفراد الشرطة حددت لوالي ولاية الخرطوم ملف البداية بلا خيارات أخرى ليدشن عمله بالتحقيق أولا ًفي تلك الأحداث والتعرف على طبيعتها، خاصة وأن أبرز الصور المنتشرة في وسائل الإعلام هي صور دماء وحريق.. من الذي قتل المواطن وكيف تم ذلك وما هي الأسباب التي أدت إلى وفاته؟.. هل هناك رصاص حي تم إطلاقه ومن الذي أطلق الرصاص الحي؟ هل هي الشرطة وكيف ولماذا؟.. ثم من الذي قام بحرق مركز الشرطة؟.. وهل هناك أياد سياسية أو تخريبية أخرى اصطادت في المياه العكرة؟
الخطوة التي اتخذها الوالي بتكوين لجنة تحقيق حول الأحداث هي الخطوة الصحيحة وهي التي كانت تتم بعد كل أحداث مشابهة في الماضي، لكن الشيء المطلوب هذه المرة والذي لم يكن يحدث في الماضي هو تكثيف العمل بإشراف مباشر من الوالي لإنهاء التحقيقات في أسرع وقت ممكن ثم الإعلان عن نتائج التحقيق وتمليك الرأي العام الحقائق كاملة، مع المحاسبة الفورية لمن تجاوز القانون سواء كان ذلك بإطلاق الرصاص أو القيام بإتلاف الممتلكات العامة خاصة وأن أحداث الجمعة في الجريف شرق كانت دامية وبها ضحايا ولا نريد الآن أن نتهم الشرطة باستخدام القوة الزائدة إلا بناءً على تقارير لجنة التحقيق وحكم القضاء..
أحداث الجريف شرق تضع والي الخرطوم الجديد في تحدٍ مبكر للتعامل مع ملف نزاعات الأراضي في كل مناطق الولاية الأخرى وحسمه نهائياً بحكمة وعدل.

Exit mobile version