الاستماع إلى الموسيقى من الأشياء المبهجة التي تحسن مزاج الإنسان. لذلك فلا عجب أن نرى الكثيرين ممن تلازمهم الموسيقى أينما كانوا، سواءً أثناء المشي في الشارع أو قيادة السيارة. وهناك من يستمتع بالذهاب إلى النوادي الليلية للرقص على أنغام الموسيقى. ولكن من جهة أخرى، فإن الموسيقى مرتفعة الصوت تؤثر على حاسة السمع إذا زادت عن حد معين.
الاستماع إلى الموسيقى من خلال مشغل ملفات MP3 الصوتية، مثلاً، يمكن أن تصل حدوده إلى 95 ديسيبل (وحدة لقياس مستوى ارتفاع الصوت)، إلا أن سمع الإنسان يبدأ بالتأثر عند 85 ديسيبل. كما أن صوت الموسيقى عادة ما يكون أعلى بكثير من ذلك في الحفلات الموسيقية والأماكن الصاخبة والمراقص.
تطبيق يقيس درجة الضوضاء
البشرى السارة أنه يوجد حالياً تطبيق مجاني يمكن تحميله على الهواتف الذكية لقياس درجة الضوضاء، ويمكنه التحذير عبر جرس عندما يصبح الصوت صاخباً. هذا التطبيق يمكنه إرسال تنبيهات تشير، مثلاً، إلى أن الصوت صاخب لدرجة تشبه ضجيج آلة قص الحشائش عند تشغليها أو صخب محرك الطائرة.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور باسم أبو لبدة، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة في برلين، أن صوت الطائرات والمطارات، على سبيل المثال، من الأصوات التي تعد مؤذية للأذن حتى لو تعرض لها الشخص مرة واحدة.
أما عندما يستعمل المرء هذا التطبيق ويذهب إلى مرقص، مثلاً، ستصل الضوضاء إلى مستوى يفوق المائة ديسيبل، وهو مستوى يؤثر سلباً على الأذنين. وهنا يوضح الدكتور أبو لبدة أن الصوت الذي يفوق المائة ديسيبل لا يجب التعرض إليه لفترة تفوق الأربعين دقيقة على أقصى تقدير، لأنه قد يؤدي إلى خلل في السمع.
ويأمل الأطباء أن يساعد هذا التطبيق وتطبيقات جديدة أخرى الشباب وممن يتعرضون إلى أنواع مختلفة من الضجيج على قياس مستوى الضوضاء المحيطة بهم. فعندما يصبح المستوى مرتفعاً يجب القيام بإجراء يريح الأذنين.
هذا ويقوم الكثيرون بمراجعة الطبيب فقط عندما ينتبهون إلى مشكلة في سمعهم. لذلك، لم يعد وجود شباب لديهم قدرات سمعية مشابهة لمن هم في سن السبعين يثير استغراب الأطباء، لأن الكثيرين يتأخرون في مراجعة الطبيب. هذا ويحدث تدهور القدرات السمعية بطريقة لا يمكن ملاحظتها، وهذا المخيف في الأمر. فالمرء يلاحظ تدهور سمعه عندما يفقد عشرين أو ثلاثين ديسيبل من قدراته السمعية.
dw