*لسنا في حاجة إلى تأكيد أن الحلول الجزئية والإتفاقات الثنائية لن تجدي في وقف النزاعات المسلحة وتداعياتها المؤسفة على حياة الناس والسلام والإستقرار‘ بل وعلى وحدة ومستقبل السودان.
*نعلم بأن هناك مظالم تأريخية وانية نتيجة فشل أهل الحكم في إدارة التنوع بصورة إيجابية‘ لكن ذلك لايبرر فرز مشاكل السودان على أسس إثنية أو جهوية لأن قضايا السودان كلها واحدة جغرافياً وسياسياً.
*نقول ذلك وأمامنا تجربة الولادة المتعثرة للتشكيل الوزاري الجديد نتيجة لاستمرار الخلافات السياسية وغياب الإتفاق القومي وتنامي الضغوط الجهوية والإثنية في ظل إستمرار سياسة التمكين الحزبي على حساب الأخرين.
*مسألة دارفور – على سبيل المثال – للأسف دخلت في نزاعات قبلية لا ناقة لأهل دارفور ولا جمل فيها‘ وحالة زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال – على سبيل المثال أيضاً – تجسد هذه الأزمة الفوقية التي للأسف وجدت من يغذيها إعلامياً وسياسياً بل وميدانياً.
*ليس هدفنا هنا الإنتصار لفلان أو تقليل ثقل فلان السياسي أو الميداني‘ لكننا قصدنا التنبيه إلى أن إدارة أزمة دارفور بهذه الطريقة لن تسهم في حلها‘ بل ربما تتسبب في تعقيدها أكثر.
*إن اللقاءات التي جرت مع موسى هلال والضجة الإعلامية والسياسية التي صحبت وصوله للخرطوم والتصريحات التي بدأيروج لها جعلت بعض المحللين يتوقعون ترشيحه لمنصب وزير الدفاع ويربطون ذلك بصلته بإبن عمه حميدتي قائد قوات الدعم السريع‘ رغم حساسية وزارة الدفاع وقومية القوات المسلحة.
*دعونا نؤكد مجدداً أن تحقيق السلام في دارفور وفي كل ربوع السودان أمر يهم كل أهل السودان ولايمكن رهنه بإرضاء فرد أو كيان سياسي أو عسكري دون الاخرين‘ وإنما لابد من فتح صفحة جديدة مع الاخرين حقاً وصدقاً واستعجال الإتفاق القومي على أجندة واستحقاقات الحل السياسي الديمقراطي حتى لاينفرط عقد السودان كما يخطط له أعداء ه ونحن في غفلة لاهون.