قبل أن يدخل الشهر الفضيل شهر رمضان المعظم بدأت مناظر الولاية: انقطاع متواصل في الكهرباء أحياء كثيرة تفتقد أي قطرة ماء.. سخانة تجاوزت الأربعين في المائة …أتربة بدون مقدمات، والخريف لم يبدأ الآن.
لقد استبشرنا خيراً بالتعديل الوزاري، وأن الحال الجديد سيكون أفضل من السابق، ولكن المناظر دلت على أن الفلم سيكون خطراً جداً. فنحن في انتظار دخول الشهر المعظم. وفي هذا الشهر نحتاج إلى استقرار دائم في إمداد التيار الكهربائي خاصة وأن معظم سكان ولاية الخرطوم، اتجهوا إلى سكن الشقق أو تحويل المنازل إلى شقق سكنية مغلقة تماماً.. وهذا السكن يتطلب تياراً كهربائياً متواصلاً، وأي انقطاع يعني المواطنين لن يستطيعوا البقاء في تلك المساكن لساعة، فلا ندري إذا كان الانقطاع بالليل، ولساعات متواصلة ولا توجد فسحات خارجية.. لذا يجب أن يتخذ الوالي الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” قراراً لكل المهندسين، بأن يكونوا في حالة استعداد تام ولمقابلة أي قطوعات في الكهرباء أو المياه، فالجلوس في المكاتب والردود على التلفونات من قبل الموظفين بمكاتب الهيئة القومية للكهرباء لن ينفع.
لقد وصلتنا العديد من الاتصالات والرسائل النصية عن استمرار الانقطاع الكهربائي بمناطق الثورات ليوم أمس، وتكرر الانقطاع يومياً ولفترات متعددة. كما وصلتنا رسالة من الدكتور “صلاح معروف” من منطقة الدوحة شرق النيل، وهو يشكو من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة من الوقت، وأحياناً يكون التردد ضعيفاً ما أدى إلى تلف عدد من الأجهزة الكهربائية وشاشات تلفزيونية وثلاجات. والهيئة “لا حياة لمن تنادي”. ورسالة من المواطن أباذر من الحاج يوسف مربع (1) يشكو أيضاً من انقطاع التيار الكهربائي، وسقوط أحد أعمدة الكهرباء قال إنهم اتصلوا بالجهات المسئولة، ولكن لا أحد استجاب لاتصالاتهم، وتذبذب التيار الكهربائي أدى إلى حريق في عدد من الأجهزة الكهربائية وشواحن الموبايلات.. ولا ندري كيف حال العاملين بالمناطق الصناعية، إن كانوا لازالوا عاملين في صيانة السيارات أو ورش الحدادة والنجارة وغيرها من الأعمال التي تتطلب توفر كهرباء طول اليوم.
لقد استبشرنا خيراً بتعلية خزان الرصيرص، واستبشرنا خيراً بإنشاء سد مروي وسدي سيتيت وعطبرة، فكل هذه السدود والترع ستوفر كهرباء إضافية، ولكن لا ندري أين ذهبت الكهرباء، ولماذا عادت القطوعات كما كانت في فترة العهد المايوي؟؟ لماذا هذا التردي في خدمات المياه والكهرباء بعد أن عاشت الولاية عدداً من السنين في استقرار تام لهاتين الخدمتين هل توجد أيادٍ خبيثة؟ زمان حينما تحدث مثل هذه الألاعيب توجه أصابع الاتهام للشيوعيين، (الآن الإنقاذ ما خلت شيوعي في الأجهزة الحساسة). طيب من وين جات تلك الأصابع التي تعبث بأهم مرفقين: الكهرباء والمياه؟!