بي عرق جبينها وصلت سمية ادريس أكد المولودة في التاسع من اكتوبر عام 1976م بحي الختمية بكسلا وصلت إلى منصب وزير الدولة بوزارة الصحة والتي تعد من أصغر وزراء التشكيل الأخير «ألوان» دخلت إلى مكتب د. سمية بالصدفة لأمر انساني يتعلق بتوفير الأمصال لمنطقة أمري الجديدة التي لفظ (3) أطفال الاسبوع المنصرم انفاسهم بسبب لدغاتها.
وبكل تواضع واحترام واهتمام كبير بهذا الموضوع المهم والعاجل تفهمت الوزيرة الشابة الموضوع ووجهت بحل المشكلة فوراً واقتنصنا منها فرصة إجراء هذا الحوار وهي في بداية تسلم مهامها قلبنا معها بعض صفحات حياتها والقضايا الصحية والتحديات التي تواجه العمل الصحي بالبلاد والى حصيلة الحوار ادناه:
٭ حدثينا عن المولد والنشأة والمراحل التعليمية؟
أنا سمية إدريس أكد من مواليد كسلا في العام 1976م تلقيت المراحل التعليمية من الابتدائي والمتوسط والثانوي بكسلا وخريجة بكالريوس صحة عامة جامعة الخرطوم «درجة الشرف» عام 1999م وبعد اكمالي للخدمة الوطنية درست دبلوم الملاريا وماجستير الصحة العامة ونلت دبلوم الأوبئة في العام 2007م والزمالة في القيادة والادارة الصحية من جامعة واشنطن عام 2009م.
٭ وظائف ومواقع عملتي بها؟
منذ تخرجي عملت في مجلة كسلا ووزارة الصحة «مديرة للملاريا ومنها مديرة لادارة الوبائيات بوزارة الصحة بنفس الولاية ومنها لادارة الطب الوقائي بالوزارة نفسها ومن ثم صرت مديرة لإدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية عام 2011م ومن ثم مدير ادارة الطواريء الصحية بوزارة الصحة الاتحادية عام 2012م وبعد دمج الادارتين اصبحت مدير ادارة الطواريء ومكافحة الاوبئة وهناك مهام أخرى تقلدتها وهي امين عام اتحاد المرأة بولاية كسلا وعضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بولاية كسلا ورئيس لجنة المرأة بهيئة الشورى بالوطني بولاية كسلا ومنها عضو برلمان من الدوائر النسبية كسلا في دورة 2010م والدورة الحالية وتم تكليفي في دورة البرلمان للعام 2010م نائب لرئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان .
٭ هناك اصوات تحفظت على دخولك الوزارة عبر بوابة البرلمان؟
أنا جئت من الولايات المتحدة في عام 2010م وان الحكومة السودانية دفعت فينا مبالغ كبيرة لأجل الدراسة وأن الوطن لديه دين كبير علينا وكانت ادارة الوبائيات في ذاك التوقيت تحتاج لدعم فطلب مني وكيل وزارة الصحة الاسبق د. كمال عبد القادر المساعدة الفنية في أمر الوبائيات وكذلك ادارات الوزارة المعنية وساعدت بجهدي في امر الوبائيات وعملت بدون اي مقابل وكنت متطوعة ولا وظيفة لي ووجودنا في البرلمان جعلنا ندافع عن كثير من القضايا الصحية والقطاع الصحي يحتاج للكثير وأن مشاكله مالم نعترف بها «ما حانمشي لي قدام».
٭ تعيينك وزير دولة للصحة ألا ترين أن هذا المنصب صعب وشائك؟
كما قلت لك مسبقاً بأنني عملت في عدة ادارات متعلقة بالطواريء والوبائيات وكنا نذهب للموت بارجلنا ولا نخاف الموت وهذا التكليف الجديد يعني مزيداً من الأعباء وسأعمل مع طاقم الوزارة بطريقة غير تقليدية وسابذل قصارى جهدي حتى نحقق الصواب كما أن لديّ مبادرات كثيرة لاصلاح النظام الصحي وأن النظام الصحي في السودان فيه قضايا جوهرية وتحتاج للحل الجذري خاصة في منظومة الفيدرالية بحيث تكون الخدمة الطبية على مقربة من المواطن وأن الفيدرالية ليس فيها مشكلة في عمومياتها ولكن الخلل في تطبيق النظام الصحي وأنا عملت في جميع المجالات ، على رأسها مدير الطب الوقائي وكنا حضوراً على مستوى النظام الصحي في جميع انحاء البلاد ولمست هذه الأمور.
٭ حدثينا عن موضوع الأوبئة في السودان؟
تعتبر هذه القضية شائكة للغاية وفي هذا الجانب قُدت كل تحركات الوزارة في مواجهة الأوبئة الكبرى فضلاً عن تكليفي بمسؤولية جسيمة في ادارة ملف أعتى موجة فيضان شهدتها ولاية كسلا في العام 2003م والتي خرجت من دون حدوث أوبئة واعرف خارطة الاوبئة واعرف أين الخلل فيها وأنا في هذا الجانب أعمل بطريقة غير تقليدية ولديّ أوراق علمية في مجالات الأوبئة والطواريء.
٭ ما هي ابرز تحديات الصحة بالبلاد؟
إذا تحدثنا عن النظام الصحي فإنه يعاني ضعفاً بالولايات والمحليات وأن ابرز الثغرات والفجوات فيه وهي عدم رغبة الكفاءات للعمل بالولايات وأن المخرج منها هو التأمين الصحي والذي يعاني ضعف التغطية، وهناك عدم رضا من المواطنين بجودة الخدمات المقدمة في المؤسسات الصحية ولكن رئيس الجمهورية صار يشدد كثيراً على جودة الخدمات الصحية ولذا يستوجب تجويد الخدمات الصحية .
٭ هناك حديث واتهامات للحكومة مفادها أن الصحة مهمشة ما تعليقك؟
هذا كلام غير صحيح والوزارة الآن صارت في قائمة أولويات الدولة واصدق دليل على هذا الاهتمام هو ترؤس رئيس الجمهورية لمجلس تنسيق الخدمات الصحية، وأن اي شيء تطلبه الوزارة من موارد لمشروعاتها الكبرى اتيحت لها وأجزم أن تمويل الصحة خلال الثلاثة سنوات الماضية تضاعف مئات الاضعاف ولأول مرة في تاريخ البلاد يفرد دعم للرعاية الصحية والسؤال كيف توجه الموارد للمحتاج والفقير.
٭ مازالت الملاريا تمثل هاجساً للدولة والمواطنين؟
هناك نشاط كثيف نفذته الوزارة جهة مكافحة الملاريا بدءاً بمشروع دحر الملاريا الذي اجيز عام 1998م وبدأ رسمياً في عام 2001م وخلال عشر سنوات منذ انطلاقة فكرة دحر الملاريا حدثت طفرة غير مسبوقة في مجال المكافحة وأن هناك ولايات وصلت مراحل متقدمة من مكافحة الملاريا ولكن تأثر الأمر بمسؤوليات المستوى المحلي لمكافحة الباعوض الناقل للملاريا خاصة وأن أمر المكافحة للناقل من صميم مسؤولية المحليات والتي عجزت عن توفير عمالة وأن ارتفاع الملاريا العام المنصرم في عدة ولايات كان وراؤه ضعف المكافحة.
٭ ما الحل لهذه المشكلة؟
هناك لجنة كونت لمراجعة موضوع مكافحة الملاريا والتي أجرت دراسة للمعالجة ورفعت بالفعل تصورها للقطاع الاقتصادي لمجلس الوزراء وهي الآن أمام وزير المالية لتوفير المعينات المطلوبة لحل مشكلة العمالة وهذه المشكلة ستكون من أهم مشروعاتنا التي سنستهدفها في الفترة القادمة.
٭ بدأت الامطار في الهطول والارصاد تتوقع خريفاً غير مسبوق؟
أوصلنا معينات الخريف لكل الولايات ونراقب موقف الخريف على مدار الاسبوع ونحن في هذا الجانب نركز على مراقبة (5) مؤشرات على رأسها سلامة المياه ومكافحة ناقل الملاريا واصحاح البيئة، وعيادات الطواريء وتوفير الادوية في المناطق التي يصعب الوصول اليها في فصل الخريف.
٭ هناك مخاوف من ظهور أمراض في مناطق الجنوبيين الفارين من دولتهم خاصة بمعسكراتهم بولاية النيل الابيض؟
نحن في الوزارة متحوطين تماماً لمعسكرات الجنوبيين بولاية النيل الابيض ولدينا خطة مشتركة مع الولاية وافردنا مخزون للطواريء خاصة في المناطق الصحية ولدينا مخزون اضافي للطواريء خلاف المخصص للولاية حتى لا تتأثر حصتها ونحن نركز في هذا الجانب على تقديم خدمات التحصين والتغذية وتكثيف حزمة اصحاح البيئة حتى لا تحدث أوبئة بالمعسكرات.
٭ مازالت هجرة الكوادر الطبية مستمرة ولا علاج جذري لها؟
أنا قلقة على عدم رضاء الكفاءات للذهاب للعمل بالولايات لأن هذا يؤثر قطعاً في التخطيط الكلي للنظام الصحي وهو الهيكل العظمي له ونحن ننظر بعين ناقدة للنظام الصحي وأنا اقر بأن فيه فجوات كبيرة وقضايا كبيرة ويحتاج لمنهجية للمراجعة وكيفية تحقيق نظام ناجح في ظل نظام فيدرالي وموارد شحيحة وهناك دول رغم شح امكاناتها اجرت سياسات ونظم واضحة وناجحة.
٭ أبو قردة؟
هو رجل يفهم ماذا تعني كلمة وزير وطوال فترة عملي معه لم يتدخل يوماً في الجوانب الفنية وكان قوة دعم ومن اسباب نجاحه انجازه لقضايا المواطن.
أجراه: أبو بكر محمود- الوان