* يحيرني إصرار مسؤولي وزارة النفط على إنكار أزمة الجازولين، مع أن ملامحها واضحة، بطول السودان وعرضه.
* كل من يمتلك سيارة تعمل بالجازولين يعاني الأمرين لتوفير الوقود لها.
* من يستخدمون المواصلات العامة يدفعون ثمن الأزمة مضاعفاً، على حساب وقتهم وعملهم وحتى راحتهم.
* قبل يومين أضاءت (لمبة) الوقود في سيارتي، وكنت موجوداً في مدينة أم درمان، فمررت على معظم محطات الخدمة في المدينة، بدءاً بالسوق، ومروراً بالمحطات الموجودة مقابل حي المهندسين، وانتهاءً بالواقعة في تقاطع شارع الأربعين مع بانت، ولم أجد مطلبي.
* تكرر الأمر نفسه في كل طلمبات السوق العربي، وسوق نمرة (2)، وصولاً إلى العمارات، حيث وجدت ضالتي بشارع (15) بعد أن وقفت في صفٍّ طويل، استهلك مني أكثر من ساعتين.
* مع ذلك تصر وزارة النفط على نفي الأزمة، وتصفها (بالمفتعلة)!
* ما المقصود بـ(مفتعلة)؟ وما معنى الحديث المستمر عن وجود (تلاعب) في المواد البترولية؟
* معلوم للكافة أن حدوث شح في أي سلعة مهمة يؤدي إلى دخولها السوق السوداء مباشرةً، ويفتح الأبواب أمام الجشعين وضعاف النفوس كي يتكسبوا منها، ويرفعوا أسعارها، مثلما يحدث في سوق الدولار، وكما يحدث حتى في المياه بعد انقطاعها من أحياء العاصمة هذه الأيام.
* توافر الجازولين في محطات الوقود سيقضي على الأزمة التي تصر وزارة النفط على نفيها ووصفها بـ(المفتعلة).
* نتساءل: ما الذي يمنع الوزارة من تعبئة صهاريج كل محطات الخدمة بالجازولين، لتقضي على الندرة المؤدية إلى التلاعب، طالما أن الجازولين متوافر عندها بكثرة كما تزعم؟
* كيف نصدق حديثهم عن أن الجازولين موجود، وأنهم زادوا حصة العاصمة والولايات منه، ونحن نرى صفوف السيارات تتراص أمام معظم الطلمبات مئات الأمتار يومياً، لتتردد عبارة (جاز مافي) صباح مساء؟
* نفس هذا الحديث تردد من قبل عندما حدث شح في غاز الطبخ، وتكرر في أزمة الدقيق التي ضربت العاصمة وبعض الولايات قبل فترة من الآن، وتم وصف الأزمة (بالمفتعلة) أيضاً!
* شح الجازولين يعني ببساطة اختفاء وسائل المواصلات العامة من المواقف والشوارع، وتأثر حركة نقل وترحيل البضائع والمحاصيل، بخلاف التأثيرات السلبية على الزراعة والصناعة والتوليد الحراري للكهرباء في المحطات التي تعمل بالجازولين، كما يعني حرمان من يمتلكون مولدات كهرباء من تشغيلها.
* أول تحدٍّ يواجه الأستاذ محمد زايد وزير النفط الجديد يتمثل في توفير الجازولين لكل محطات الخدمة، والقضاء على محاولات التلاعب بالسلعة الحيوية بتوفيرها.
* الوفرة تقضي على سلبيات الندرة، التي تعتبر المغذي الأول، والمحرك الأساسي للسوق السوداء في كل السلع، والعكس صحيح.
* الاعتراف بوجود مشكلة يمثل أول مداخل الحل.
* وفروا الجاز في الطلمبات، و(فكونا) من الحديث الفارغ عن الأزمة المفتعلة.