العنوان الأنسب لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول حالة الاتحاد فجر أمس الأربعاء هو (تحدي الكونغرس)، وهو ما يشير إلى أن ما تبقى من ولايته الثانية سيشهد المزيد من المعارك مع الكونغرس، وهدد أوباما الكونغرس في حال صوَّت الأخير لصالح فرض عقوبات على إيران سيلجأ إلى استخدام حق النقض ضد قرار الكونغرس، ويخشى الكثيرون من أن تكون للصراع بين البيت الأبيض والكونغرس آثار سالبة على الاقتصاد الأميركي على غرار ما حدث العام الماضي عندما تم إغلاق الحكومة بسبب رفض الكونغرس تمرير الموازنة الأميركية للعام المالي الجديد.
تمسك أوباما بعدم تجديد العقوبات على إيران يأتي في إطار منح الدبلوماسية الفرصة كاملة لحل الأزمة مع إيران.
الخطاب حوى بجانب الرسائل التقليدية من قبيل الوقوف بجانب إسرائيل ودعم الديمقراطية والسلام في الشرق الأوسط، وعدا آخرا من أوباما بأن العام الحالي سيشهد أخيرا إغلاق السجن الأميركي في خليج غوانتانامو مع إنهاء الولايات المتحدة دورها العسكري في أفغانستان، وهو الوعد الذي قطعه أوباما على نفسه منذ الولاية الأولى، ولكنه تأخر كثيرا – ربما لاعتبارات أمنية – ليتزامن مع خروج القوات الأميركية من أفغانستان وسط جدل كبير حول الاتفاق الأمني مع حكومة كابول حول المرحلة التي تلي انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، حيث تسعى واشنطون لتوقيع الاتفاق الذي يسمح ببقاء قوة صغيرة من الأميركيين في أفغانستان مع قوات حلف الأطلسي لأغراض التدريب ومساعدة القوات الأفغانية.
على المستوى الداخلي وجد الخطاب استحسان الأميركيين، واضطر أوباما للتوقف لأكثر من مرة لدوي تصفق نواب الكونغرس ووقوفهم إعجابا، وتجلى أوباما كخطيب مفوه، منافحا عن مشروعه الخاص بدعم الفئات الأقل دخلا في المجمتع الأميركي عندما دعا إلى زيادة قوية على الحد الأدنى للأجور المتوقف منذ العام 2009 على 7.25 دولار للساعة بالرغم من المعارضة الشرسة التي يبديها الجمهوريون في الكونغرس. وقال: “اعطوا زيادة لأميركا”، معلنا أنه سيصدر “خلال الأسابيع المقبلة” مرسوما يرفع فيه بمعدل حوالي 40% الحد الأدنى للأجور في المؤسسات المتعاقدة مع الدولة. وبعد أن تطرق إلى “معدل البطالة الأقل انخفاضا منذ 5 سنوات”، قال أوباما أن “سوق العقار على طريق النهوض” معتبرا أن “الولايات المتحدة أصبحت بشكل جيد في القرن الواحد والعشرين مثل أي بلد على الأرض”كما دعا الرئيس الأميركي إلى محاربة عدم المساواة في الأجور، وكذلك عدم المساواة بين الرجل والمراة باعتبارها أبرز تحديات العصر الحديث في الولايات المتحدة.
وهي إشارات إلى أن الرئيس أوباما فيما تبقى من ولايته الثانية، سيواصل الانشغال بالهموم الداخلية للشعب الأميركي بعكس أسلافه من الرؤساء الأميركيان الذين يتطلعون في الولاية الثانية عادة إلى عمل خارجي يخلد ذكراهم.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي