لعل أخطر ما في لعبة السياسة أو لنقل مسرحياتها المعروضة على خشبة الحياة أنها تشغل المشاهدين تماماً بمن هم فوق المسرح الذين يؤدون أدوارهم بنصوص مكتوبة ومحبوكة وممرنين عليها تماماً وبعضهم أحياناً (يرتجل) عبارات خارج النص، كلٌ يراها حسب مفهومه للارتجال إذ أنه ربما يكون إضافة ساخرة تجلب الضحك والاستمتاع، أو يعتبره آخرون و(أفيه) لا يخدم النص في شيء وهو مجرد استعراض للفت النظر وكسب التصفيق. وطوال عرض المسرحية نظل مبهورين بأداء الممثلين لكن ننسى أن من خلف الكواليس من هم صناع العمل الحقيقي كتابة للفكرة والسيناريو وإخراجاً للأحداث بالرؤية التي يريدونها، لذلك أنا دائماً أقول إن أخطر ما في الحياة هم أولئك الشخوص الذين يرغبون في البقاء بالكواليس ليس لأنهم لا يقوون على المواجهة لكن المكان يجعلهم في مأمن من المتابعة والملاحظة، وبالتالي يستطيعون أن يحركوا الخيوط ويوجهوا الأشياء كما لو أنهم على المسرح تماماً!! قصدت من وراء هذه (اللفة الطويلة) أن أقول إننا الآن نتحدث جميعنا ربما في وقت واحد عن تشكيل الحكومة الجديد وعن تعيين الولاة وكيف أن هذا مناسب وذاك جاء تعيينه محبطاً ومفاجئاً لننسى أو نغفل، أن خلف الكواليس شخوص هم الآن مشغولون بوضع الخطط التي تجعلهم يضعون القادم الجديد، وكما نقول بالبلدي في (عِبهم)، لأن هؤلاء مع أي برنامج ومع أي زول الصفقة والتأييد وإجادة حشد الحشود أصبح لهم مهنة يأكلون من ورائها (عيش) بغض النظر عن ده كويس أو ما كويس، فاعل أو غير فاعل، نظيف أو أنه محتاج لكراتين صابون تغسل ذمته المالية.. هؤلاء أخشى على البلد من أمثالهم لأنهم كما الخلايا السرطانية التي لا تظهر إلا ومن تتملكه على مشارف القبر!! هؤلاء مصالحهم أصبحت كما المافيا متغلغلة في معظم المؤسسات والوزارات يتلونون ويتغيرون ويلبسون كل صباح جلداً جديداً يتناسب مع الطقس والتضاريس التي يتواجدون فيها!! لذلك أظن أن مسألة اكتشاف هذه البؤر والتخلص منها سيكون بداية تشخيص المرض ومن ثم التعافي منه، وإلا سنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة أو نقبع في ذات الحفرة العميقة، وبالتالي أقول على الولاة تحديداً أن يتحصنوا تماماً من بطانة السوء التي تحول بينهم وشمس الحق والحقيقة، وتجعلهم مجرد ممثلين على المسرح يؤدون الأدوار التي يرسمها أولئك (وسائقين الهبل على الشيطنة). وأعتقد أن الشخص الذي يتبوأ منصب والي يفترض أن يتحلى بالذكاء الذي يجعله حصيفاً ليعرف الصادق من الكاذب والمنافق من الدوغري والعملي من المتكاسل والمحبط وغير ذلك ستستمر المسرحيات بذات السيناريو وذات الإخراج حتى لو اختلف الممثلون طالما أن السيناريست والمخرج واحد ولم يتغير!!
*كلمة عزيزة
أحياناً كثيرة يعمي بريق السلطة بعضهم لدرجة (الفرعنة) فتتسرب منه الكلمات المستفزة لشعبه وهي كلمات لا تمر عبثا، والتاريخ لها بالمرصاد تسجيلاً وحفظاً ظانين أن إبداء الولاء للسلطة والسلطات سيجعلهم خالدين فيها أبداً، وإلا أين الآن من السلطة صاحب المقولة الشهيرة (لحس الكوع) وأين من قال البمد أصبعه بنكسره؟ وأين ذهب الذي توعد حتى الموتى بعدم دفنهم في تراب الوطن طالما أنهم صنفوا ووضعوا في خانة المعارضين!! نشكر القيادة السياسية التي انحازت بذلك للشعب السوداني في وجه من استفزوه ونظروا إليه من علٍ.
*كلمة أعز
في أول رد فعل لها انتقدت ما يسمى (قوى الإجماع) التشكيل الحكومي الجديد وطالبت الحكومة بتقديم تنازلات والاستجابة لمطالب الأحزاب بحوار جاد، (وقوى الإجماع) هذه تتحين وجود شطة في الأجواء لتعطس فتؤكد وجودها. يا سادة أنتم لا وجود لكم على أرض الواقع لا تأثير ولا شعبية ولا تأييد حالكم كحال الطالب الكسلان الذي لا يذاكر طوال العام ونفسه يجي الأول.