5 أسباب تجعلنا نحب العناكب

قصة عنكبوت غار حراء، ليست السبب الوحيد الذي يجعلنا نقدر العنكبوت ونعتبره من الكائنات المميزة، فهناك أسباب أخرى قد تجعل من العالم بأسره على اختلاف الثقافات والديانات يحترمون هذا الحيوان ويقرون له بالفضل.

مع ذلك فهناك اعتقاد سائد بأن العناكب مخلوقات عدوانية وناقلة للأمراض، وهذا ليس صحيحا ويعد بمثابة جدار نفسي عازل بيننا وبين هذه المخلوقات الصغيرة، وما هو إلا جزء كبير مما يسمى برهاب العناكب كما بين ذلك أخصائي في علم النفس في مركز العلاج السلوكي بمدينة تولوز الفرنسية بقوله “مثل أي خوف آخر، فإن رهاب العناكب مزروع بداخلنا، فقبل ملايين السنين كان أسلافنا يعتقدون أن العناكب مصدر خطر وتهديد لهم، وظلت هذه الصورة محفورة في ذاكراتنا الوراثية، حتى لو كان من النادر جدا أن يتعرض اليوم شخص للموت بفعل عنكبوت”.

ولعل التخلص من هذا الرهاب أو الاحساس بالنفور من هذه المخلوقات الصغيرة يبقى رهين تعرفنا إلى الأسباب الوجيهة التي تقف وراء ضرورة استبدال هذه الأحاسيس إلى تقدير و حب للعناكب، بعد أن نتيقن أنها من الضرورات الحياتية في سلسلة نظامنا الحياتي.

منافع وأفضال

العناكب مخلوقات صغيرة وغير عدوانية إذ لا يموت في العالم سنويا على إثر لدغة عنكبوت إلا 1 من 5 أشخاص، في حين انتهت إحدى الدراسات أن كل خطوة يمشيها الإنسان على العشب يدوس فيها عددا من العناكب بمقدار 49 عنكبوتا، والمستهدفون في هذا الإطار هم من العناكب الصغيرة التي لا يتجاوز طولها بضع مليمترات.

ومن ناحية ثانية، يعتبر حرير العناكب الأقوى في العالم، فإذا ما أخذت خيطا حريريا من إنتاج العنكبوت، والذي يتراوح قطره بين 25 الى 70 ميكرو متر، ولففته جيدا لتشكل حبلا قطره 1.2مترا، ستتمكن آنذاك من استخدامه لرفع باص إنجليزي ذو طابقين.

ولا يعد ذلك ضربا من الخيال العلمي، علما أنه بنفس قياس القطر لن يتمكن حبل من الفولاذ من رفع إلا شاحنة صغيرة، أما حبل المصنوع من النايلون وبنفس الحجم فسيرفع سيارة صالون، وأما حبل الليف فيمكنه رفع دراجة.

والسر وراء ذلك هو التشابك الليفي الأساسي الذي يمنح الحبل الحريري العنكبوتي صلابة قصوى وقدرة على تشكيل قوالب أقوى بمعدل 5 إلى 12 مرة من الحبل الصناعي.

أمومة مدهشة

ويتميز عالم العنكبوت بأمومة مدهشة، فصحيح أن أنثى العنكبوت ممكن أن تفتك بشريكها، لكن مع ذلك هي أم مثالية للغاية، فبعضهن يهلكن في سبيل صغارهن، حيث لا تجد الأم وقتا كافيا لإخفاء خيوطها الحريرية بعيداعن أعين المفترسين، فتقضي وهي منغمسة في رعايتهم.

أما بعض الأنواع من أنثى العنكبوت فتتوقف عن الأكل كي تهتم بصغارها، وهي تتمسك بهم ولا تفارقهم خوفا عليهم من أي متربص، وبالنسبة للعنكبوت الذئب، فيصعد الصغار على ظهر الأم بعد الوضع وتحميلهم طوال أيامهم الأولى من عمرهم رعاية لهم.

ولعل السبب الرابع الذي من شأنه أن يغير مشاعرنا إزاء هذه الحيوانات، كونها راعية لصحة البشر، فقد كان الإغريق القدامى يستخدمون خيوط العنكبوت لخياطة الجروح بحكم احتوائها على خواص تسرع التئام هذه الجروح.

وبدأت إحدى الشركات السويدية بإنتاج خيوط حرير صناعية بواسطة بكتيريا معدلة أدخل فيها العلماء جينات العنكبوت، حيث تعتبر هذه الخيوط الجديدة وسيلة متميزة لترميم الأنسجة.

وفي البرازيل بدأ العمل على إنتاج علاجات لأمراض عدة عبر عقارات تم استخلاصها من سم بعض العناكب، كمشاكل الضعف الجنسي وغيرها.

أما السبب الأخير، والوجيه إلى حد يجعلنا نقتنع أننا بحاجة للعناكب، فمفاده أن هذه المخلوقات تخلصنا من الحشرات الضارة.

ففي فرنسا على سبيل المثال لا الحصر، تبتلع العناكب أكثر من 400 مليون حشرة في كل هكتار من الأرض، كما أن العناكب عموما تمنع تكاثر الحشرات الضارة التي تعتاش على مزارع التفاح والعنب وغيرها، وبالتالي تقدم خدمة للإنسان لا تقدر بثمن على وجه الأرض.

سكاي نيوز عربية

Exit mobile version