عدد من نظار القبائل السودانية غادروا البلاد أمس الأول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار مبادرة يقودها رجل الأعمال “عصام الشيخ” لتطبيع العلاقات بين السودان وأمريكا، وقبل ذلك رفع العقوبات الأمريكية عن بلادنا ..!!
(14) من نظار القبائل سيجوبون عدة ولايات ومدن أمريكية من “واشنطن” إلى “داكوتا الشمالية”، ثم يلتقون بموظفين في الخارجية الأمريكية وبعض أعضاء مجلس الشيوخ .
البرنامج رتبته السفارة الأمريكية بالخرطوم مع رئاستها في واشنطن، وكان نائب السفير في وداع شيوخنا ونظارنا بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم !!
العلاقات التي عجزت عن تطبيعها الحكومتان رغم الوعود المتلاحقة من هناك والتسهيلات من هنا، ابتداءً من زمن التعاون في (ملف الإرهاب) الذي شكرونا فيه وقدرونا أيما تقدير بعد هجمات (11 سبتمبر) الشهيرة .. شكر وتقدير يشبه تكريم المئات من نساء ورجال السودان بالورق والدلاقين!! مروراً بوعود (نيفاشا) و(أبوجا) وموسم الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، وإعلان نتيجته، واعتراف حكومة السودان بالدولة الوليدة كأول دولة تعترف بها!! هذه وغيرها ..محطات كانت تسبقها – سراً وعلناً – وعود التطبيع وإلغاء العقوبات.. وكانت حكومتنا تلتزم من جانبها وتفي بالعهود والمواثيق تجاه أمريكا، غير أنها وعلى الدوام ظلت تقبض الريح !!
لا شك أن رجل الأعمال “عصام الشيخ” وصحبه من زعماء القبائل والعشائر سيستمتعون جداً بالرحلة في أنحاء (الدنيا الجديدة)، وسيقضون وقتاً ممتعاً في بلاد “العم سام”، سيضربهم هناك (الهمبريب الأمريكي الناعم) ويضربون (البيرغر الأمريكي الما خمج)، لكن علاقاتنا بدولة تحكمها لوبيات (الصهاينة) و(الأنجلو ساكسون البروتستانت) لن تطبعها زيارة زعماء الكواهلة، البطاحين، الحمر، الرزيقات، الفور والشكرية وغيرهم!!
هؤلاء لا يعرفون (الخواجات) المستعمرين، الذين لا تحركهم قلوبهم، بل عقولهم، ولهذا توهموا أن بإمكانهم فعل شيء، وساعدتهم سفارة “اليانكي” بالخرطوم، لأن مثل هذه الزيارات مكسب لها ونقطة في رصيد عملها الدبلوماسي بالسودان .
على ضفة أخرى، نظم الاتحاد الأوربي قبل أيام دورة دراسية لـ(12) من قيادات شباب الأحزاب السودانية ابتعثهم إلى رئاسته في “بروكسل” في رحلة مخملية لنحو أسبوعين، للتعرف على الاتحاد الأوربي، ومؤسساته، وطريقة عمله والالتقاء ببعض مسؤوليه وناشطي منظماته!!
سفير الاتحاد الأوربي بالخرطوم خاطب المبعوثين الذين لا أدري هل رشحتهم أحزابهم أم اختارهم (اتحادنا) الأوربي، قائلاً: (أعلم أنكم ستكونون قادة هذا البلد بعد عدة عقود)!!
علاقاتنا بأمريكا وأوربا ستتحسن وتلغى العقوبات عن كاهل شعبنا، إذا كان للسودان (لوبي أصدقاء) في أمريكا وأوربا، وليس العكس، فالواضح أن أمريكا وصويحباتها يؤسسون لـ(لوبي أصدقاء) لهم بيننا، يصفق لأمريكا ويجملها في عيوننا، بينما تبقى سيوف العقوبات مسلطة على رقابنا!!
في أي بلد يحدث هذا .. غير السودان ؟!!