شخصياً أترقّب إعلان المعتمدين بأكثر من إعلان الوزراء ووزراء الدولة والولاة.
ربما لظنٍّ قديم، أنه سيُعلن اسمي معهم معتمداً لمحلية ما إن شاء الله بلا ماء.
ولا أدري ما هي معايير اختيار المعتمدين، فبالرجوع إلى سيرة بعض من (تبوّأوا) هذا المقعد، نجد أن بعضهم موظفون عاديون، وبعضهم عسكريون كإخوتهم، بل إن انتماء بعضهم للمرجعية الإسلامية ليست بواضحة أمثال آخرين، لعلهم هتفوا بصدق بأن (لا لسلطة قد عملنا نحن للدين فداء).
ولو كان اسمي مكتوباً فادعوا لي، فسوف أنفّذ برنامجاً فاعلاً جداً، وسوف أحقق من الإنجازات ما لن تنكره عين ولو بها رمد، أو قلوب ولو بها غرض، أو نفوس ولو بها مرض، وسوف تخلد أعمالي إلى الأبد.
لا تسوقكم الظنون، أني سأحل المشاكل كما كان أحمد مطر سيفعل لو أصبح رئيساً عربياً:
أنا لو كنت رئيساً عربياً لحللتُ المشكلة
لدعوت إلى قمة مستعجلة
ثم تلوت البسملة
وعليهم وعلى نفسي ألقيت القنبلة
ولكن فات على العراقي الطريد أن نصف الرؤساء سينجو إن لم يكن ثلثاهم بغيابات محفوظة كبياناتهم، وبأعذار لا توجد يوم يدعوهم الكونجرس الأمريكي.
ليس هذا محور حديثنا على أية حال، ولا نكره كل السلطويين كما كره حاج زروق الهلال.
فلقد حكي أن الحاج زروق وقد كان يعمل بجوار نادي الهلال القديم، وكان له حمار كهمر هذه الأيام، فصادف أن ربطه بجوار نادي الهلال، ولما عاد آخر اليوم وجده يأكل من نجيلة (بلاعة) النادي، فأقسم بالله أن هذا الحمار لن يتبعه وحمل سرجه فقط ومضى.
مسكين أبو الطيب المتنبئ لا يزال سواحاً من العراق إلى جلق إلى مصر يريد ولاية على (حلة)، لعله يمدح نفسه بأبيات (مشت غلط) لكافور أو سيف الدولة حتى.
وأبو الطيب الذي قال: “وأسمعت كلماتي من به صمم”، بعد أن نظر الأعمى إلى أدبه لم يجد (معتمدية)، فهل يلقاها زولا زي أنا صيدو ناجع؟
بيد أني لست وحدي في التمني، فلقد أسمعني صديق يصادق وزيراً مكالمة لوزير يرجو فيها أن يعود من جديد ليكمل ما بدأه على حد (قوله)، وإن كان عندي اقتراح لولاية الخرطوم، بأن تجعل وزيراً للمدينة الرياضية تنتهي ولايته باكتمالها، وأثق في أنه سيكملها ولو بشعار (السايقة واصلة).