هوان الطبيبات السودانيات .. إلى متى؟
الطِب مِهنة إنسانية في المقام الأول، وقد تعودنا في السودان على التعامل مع مُنتسبيها بكل الإحترام والنظر إليهم بعين الإمتنان، ولأنها مِهنة حساسة تترتب عليها حياة البشر فإنه يتم إنتقاء من يدرسونها من خيرة وأميز الطلاب ليكونوا اكفاء للقيام بهذه المهام الجسيمة.
يتعاظم دور الطبيب ويتسلق أعلى مراتب الإنسانية عندما يكون هذا الطبيب (إمرأة)، فهؤلاء النساء (الطبيبات) إرتضينَ على أنفسهن أنْ يتركن بيوتهن وذويهن وربما أطفالهن في أوقاتٍ حرجة وظروف صعبة وربما يغادرن منازلهن في أيام أعيادٍ ومناسباتٍ خاصة ليلبينَ نداء الواجب ويقضين الساعات الطوال متجولات بين العنابر يخرسن الأنين ويهدهن المريض.
تعرضت طبيبات إمتياز بمستشفى أمدرمان للتحرش من مريض وإثنين من مرافقيه وذلك أثناء تأدية واجبهن! والقصة كما وردتني كالآتي: مع إرتفاع درجات الحرارة ذات نهارٍ صاخب لم يقطع ضجيجة الا صرخة في ردهات كفتريا مستشفى أمدرمان من طبيبة إمتياز تستنجد بذوي النخوة حتى يضعوا حداً لحالات التحرش التي تكررت عليها وعلى زميلاتها!! فما كان منهم إلا أن إستجابوا لنداء النخوة في محاولة لدرء آثار الإهانة التي تعرضت لها زميلاتهم بعد أن (تكررت) مواقف التحرش من مريض ومرافقيه أثناء المرور المسائي وعندما حاولت الطبيبتان اللجوء للشرطة إعترض الممرض المناوب فأصرت الطبيبات وعندما ذهبن للشرطة حاول الضابط ثنيهن وإقناعهن بالتنازل عن الشكوى!! وتحولت الشكوي بقدرة قادر من بلاغ ( ﺗﺤﺮﺵ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻋﻤﻞ) الى ﺑﻼﻍ (ﺗﺤﺮﺵ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ)! بل وتم إخلاء سبيل المتحرشين (الثلاثة) ومن بينهم المريض نفسه الذي عاد (لعنبره) وكأن شيئاً لم يكن!! هكذا ببساطة والطبيبات مطالبات بأن يقمن على راحته وتطبيب آلامه!!
قبل عام مضى تابعنا بكل الأسف والغضب و الحُنق قضية الطبيبة السودانية التي تعمل بمستشفى منطقة (القريات) التي تعرضت للضرب بالعقال على يد مُرافق مريضة سعودي، وتضامنّا وناصرنا بأقلامنا الطبيبة السودانية رحاب التي تعرضت لأبشع أنواع الظلم حين إتهمها زوجها المصري بفرية العمل في الدعارة، ولم أتصور أو أتمنى أو أتوقع أبداً أنني سأكتب يوماً عن تعرض طبيبة سودانية (داخل بلدها) للإهانة بهذا الشكل المُخزي!
همسة: تضامن ﻧﻮﺍﺏ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﺯميلاتهم و أضربوا ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ (ﻋﺪﺍ عن ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮجة)، فعندما صرخت زميلتهم لم يستطيعوا مواصلة العمل فكيف بوسعهم أن يغلقوا على شكواهها الأفواه ويحبسوها بدعوى الواجب و ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ويرتدون (لابكوتاتهم) ويواصلوا العمل فى الطوارئ دون إحساس!
يجب تشديد العقوبة على مثل هؤلاء المستهترين الذين لا دين ولا أخلاق لهم ، ولا حتى شيئاً من نخوة أو شهامة.
والله يستاهلن الحصل ليهن لانو السودانية مما تدرس طب بتفتري وكانها جاية من كوكب اخر والسعوديين ناس بحترمو وبقدرو النسوان بس السودانيية قايلة الوضع زي السودان وانا طبيبة وكدا والمتزوجة مصري تستاهل خلاص قرت طب عايزة اجنبي عربي افترت علي السودانيين . المهم السودانيين عموما ما بعرفو يتعاملو مع الطب خالص وخصوصا البنات يخ الواحدة شايلة شنطة بتشيل ليها دستة لاب كود. بتشيل اللابكود القديم في الشنطة والجديدة في يدها عشان المواصلات الناس يقولو ليها دي طبيبة او بتدرس طب ولامن تحصل المستشفي بتخشش الجديدة في الشنطة وتمرق القديمة عشان تكرر العملية في الرجعة في المواصلات