في جلسته الأولى، برلمان السودان يفتقد النائب المثير للجدل دفع الله حسب الرسول، ولكن عند الغياب ثمة حضور آخر، ففي الليلة التي أعقبت تدشين الجلسات كان منتخب السودان للسيدات يتوج ببطولة ماليزيا للصالات. السودان بطلاً في كرة القدم! الأمر قد يطرح مجموعة من التساؤلات وفي البال حالة السقوط الدائم للهلال والمريخ، وانشغال مدرب المنتخب الوطني بحالة كونه نائباً برلمانياً يجالس في ذات قاعة السياسة السكرتير العام والسكرتير المالي لاتحاد الكرة، ومعادلة السقوط تكتمل بخسارة المنتخب الأولمبي أمام تونس في عروس الرمال.
الرمال المتحركة في ماليزيا تخبرك عن حالة من الفرح عاشتها الصالة المغلقة في قلب كوالالمبور، الفرح كان سودانياً في كل شيء، كان يتحدث بلغة الانتصار، فالكأس المتحصل عليها لم تكن فقط نتاج التنافس مع المنتخبات المشاركة، بل كانت انتصارا لفكرة (التحدي) التي أعلنت في إحدى الصالات الخرطومية حين تدشين مشروع كرة القدم النسائية في نسختها السودانية، البدايات التي وجدت اعتراضات على مستويات مختلفة ودارت معاركها الإعلامية في مختلف الوسائط، وجعلت النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول يغادر الأستديو مغاضباً. معركة سيدات كرة القدم السودانية تنتهي بتتويجهن بالكأس الأولى في ماليزيا، وبأداء النشيد القومي، وبرفعهن الراية عالية خفاقة، لكن وبحسب مصدر مقرب فإن رحلة هذا المنتخب لم تتم عبر وزارة الرياضة، ولا علاقة للاتحاد العام لكرة القدم بها، فالأخير لم يعترف حتى الآن بضرورة ممارسة كرة قدم نسائية بالرغم من قوانين الفيفا التي تلزمه بهذا النوع من النشاطات، وأن عملية الإشراف عليه تتم عبر مجموعة من المنظمات النسوية التي تسعى لتحقيق أهداف عدم التمييز في ممارسة الأنشطة الرياضية، وعلى رأسها كرة القدم. لكن الصورة التي احتفى بها الكثيرون أمس (الخميس) إسفيرياً، وكتبوا تحتها العبارة (فوق فوق سودانا فوق)، كانت تؤكد على فرضية أساسية هي أن ما عجز عنه الهلال والمريخ وفشل فيه المنتخب القومي، صنعته نساء السودان.
صحيفة اليوم التالي