جرت مراسم تنصيب البشير في مقر البرلمان السوداني بأمدرمان وسط أجواء احتفالية شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التشادي إدريس ديبي، رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ميريام ديسالين، رئيس زيمبابوي، رئيس الاتحاد الأفريقي روبرت موغابي، رئيس كينيا أوهورو كينياتا، رئيس جيبوتي إسماعيل قيلي، رئيس الصومال حسن شيخ محمود. بالطبع حضور سبعة رؤساء يحكمون دولهم الآن، لها دلالات كبيرة بمقاييس اتساع نطاق خارطة الاعتراف بشرعية الرئيس البشير إقليمياً وعربياً رغم كل (البخل) الذي مارسته دول الاتحاد الأوروبي والترويكا بعدم تسليط بقعة ضوء خضراء في سكة مرور البشير لخمسة أعوام أخرى، بيد أن كل بعثات مراقبي الانتخابات في السودان سددت (ضربة قاضية) لإرادة دول الغرب وشهدت بمصداقية العملية الانتخابية ونزاهتها، ومما منح الرئيس البشير نفسه حماساً استثنائياً للتأكيد بالقول القاطع بأن السودان إختار البشير رئيساً لكل (الشعب) سواء الذين انتخبوه أو الذين قاطعوا الانتخابات، ومتعهداً بأن تكون حكومته الجديدة (خُداماً) لهذا الشعب الذي بصم على فرضية التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الاقتراع.
السيسي
ولد عبد الفتاح السيسي في 19 نوفمبر 1954 في مدينة القاهرة، لأب يدعى “سعيد حسين السيسي” صاحب محل بازار، وأم تدعى “مليكة تيتاني” من محافظة المنوفية. في 12 أغسطس 2012، أصدر الرئيس آنذاك محمد مرسي قرارا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان وقتها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع. وقد اعتبره حزب الحرية والعدالة وقتها «وزير دفاع بنكهة الثورة»
في 27 يناير 2014 تمت ترقيته لرتبة مشير بقرار من الرئيس عدلي منصور، وكان قد سبقه اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن فيه أنه يوافق على “التكليف الشعبي” لوزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة. في 26 مارس 2014 أعلن رسميا استقالته من منصبه وترشيح نفسه لإنتخابات رئاسة الجمهورية وذلك بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حضره الرئيس عدلي منصور، وتمت أثناءه ترقية الفريق صدقي صبحي إلى فريق أول وتم تعيينه وزيرا للدفاع خليفة للسيسي في اليوم التالي. في 26 مارس 2014 أعلن عبد الفتاح السيسي عن استقالته من منصبه كوزير للدفاع والترشح رسميًا في انتخابات رئاسة الجمهورية. وتقدم في أبريل من نفس العام بأوراق ترشحه رسميًا و الذي تضمن نحو 188 ألف توكيل من المواطنين، وبعد غلق باب الترشح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن وقوع المنافسة بين السيسي وحمدين صباحي فقط في الانتخابات التي جرت خلال شهر مايو 2014 خارج وداخل مصر. والتي فاز فيها السيسي بحصوله على 780104 23 صوتا بنسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة.
إدريس ديبي
من مواليد 1952، رئيس تشاد ورئيس حركة الإنقاذ الوطنية. ينتمي لقبيلة الزغاوة ” التشادية-السودانية. أرسل إلى فرنسا للتدريب، وعاد إلى تشاد في 1976، بقى مواليا للجيش وللرئيس فليكس معلوم. دب خلاف بينه وبين حسين حبري رئيس تشاد الأسبق، واتهمه حبري بالتخطيط لانقلاب. ترك تشاد و اتجه إلى ليبيا ثم السودان وشكل ما عرفت ب”جبهة الإنقاذ الوطنية” المدعومة من ليبيا والسودان وبدأ الهجوم ضد حسين حبري سنة 1989، واستولى على أنجامينا سنة 1990. متزوج من هيندا ديبي اتنو. اتسمت علاقته مع ليبيا بالود والتقارب بعد أن كان من أشهر أعداء ليبيا خلال الحرب بين البلدين. أما مع السودان فيتهم إدريس ديبي السودان بدعم المتمردين الذين أوشكوا على احتلال أنجامينا سنة 2008. قام بتعديل الدستور وبموافقة شعبية عارمة، حيث رشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة، مما أثار استياء المعارضة، ووصفت فترة رئاسته “بالاستقرار الأمني والتحسن الاقتصادي الملموس”. حسب آراء المواطنين حيث يتمتع بشعبية عارمة بين أوساط المجتمع التشادي، ويعتبر وصوله للحكم فترة انتقالية بين الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن إنجازاته استخراج البترول التشادي عام 2003 وكذلك في عهده انطلقت أول قناة فضائية للتلفزيون التشادي عام 2009
الإثيوبي ديسالين
بولوسو سور”، المنطقة التي وُلِد بها “ماريام” في جنوب إثيوبيا، وتلقى فيها تعليمه الأساسي، ثم انتقل إلى العاصمة وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة أديس أبابا وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية في العام 1988. وبدأ مشواره السياسي، بشغل منصب حاكم ولاية أمم وشعوب جنوب إثيوبيا، الواقعة في جنوب غرب البلاد في الفترة من 2001 إلى 2006، وعُيّن بعد ذلك مستشارًا لرئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي، واختاره نائبًا له بشكل مفاجيء في العام 2010، وحل محله في رئاسة عدد من اللجان البرلمانية خلال السنوات القلائل الماضية. في 21 سبتمبر 2012، أدى ديسالين اليمين الدستورية، متعهدًا بالحفاظ على إرث رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي الذي توفي في منتصف أغسطس من العام نفسه، وأدى اليمين في جلسة استثنائية للبرلمان الإثيوبي حضرها 385 نائبًا من أصل 547، بعد انتخابه رئيسًا للجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية، التحالف الحاكم في إثيوبيا، الذي أمسك بزمام السلطة في العام 1991، خلفًا لزيناوي، بعد أن كان فيه عضوًا ثم نائبًا للرئيس بنفس العام الذي أصبح فيه الرئيس.
الزيمبابوي موغابي
عاد موغابي إلى مسقط رأسه عام 1960، والتحق بالحزب الديمقراطي القومي، والتي أصبحت فيما بعد حركة (اتحاد شعب زيمبابوي الإفريقي) وقد حظر الحزب والحركة بمعرفة حكومة إيان سميث، وفي هذا الوقت كان موغابي قد ترك الحركتين للانضمام عام 1963 للاتحاد القومي لزيمبابوي الإفريقية، والتي تم تأسيسها في ذات السنة على يد بعض المثقفين في زيمبابوي الذين كان من بينهم المحامي هربرت تشيتيبو زميل الدراسة القديم في جنوب افريقيا، وانشق هذا الاتحاد إلى ثلاثة أجزاء رئيسة تزعم موغابي واحدا منها، والمثير أن موغابي ألقي القبض عليه على يد بعض الزعماء القوميين المنافسين. عام 1974 إطلق سراحه، ترك موغابي روديسيا وتوجه إلى موزمبيق، وتولى بنفسه قيادة جيش زانو الذي تموله الصين، والمعروف باسم جيش التحرير الزيمبابوي الإفريقي القومي.
في الثالث من أغسطس 2013 م تم إعلان فوز الرئيس روبرت موغابي بالانتخابات الرئاسية في بلاده، وأوضحت رئيسة اللجنة الانتخابية ريتا ماكارو ان موغابي حصل على 61% من الاصوات في الدورة الاولى، فيما حصل حزبه أيضا على الاكثرية الموصوفة لثلثي اعضاء الجمعية الوطنية. وقالت ماكارو “اعلن ان السيد روبرت غابرييل موغابي من حزب زانو-بي.اف حصل على اكثر من نصف الاصوات في الانتخابات الرئاسية ولذلك فهو منتخب حسب الاصول رئيسا لجمهورية زيمبابوي ابتداء من هذا اليوم”.وقد حصل موغابي على 61% امام منافسه ورئيس الوزراء مورغان تشانغيراي الذي حصل على 34% من الاصوات.
كينياتا في الخرطوم
أتى تنصيب كينياتا رغم مواجهته اتهامات رسمية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب بتسليمه. وينفي الرئيس الكيني الجديد ضلوعه في التخطيط للعنف الطائفي الذي أعقب الانتخابات قبل خمس سنوات. وحضر مراسم التنصيب رؤساء دول أفريقيا ودبلوماسيون غربيون. وكانت لجنة الانتخابات الكينية قد أكدت فوز كينياتا على منافسه رئيس الوزراء رايلا أوندينغا في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي. وجاء التنصيب أمام حشد كبير من الكينيين في استاد رياضي في العاصمة نيروبي. وأيدت المحكمة العليا في كينيا فوز كينياتا في الانتخابات بعد أن قدم أودينغا شكوى ضد خصمه تضمنت تهما بالتلاعب في نتائج الانتخابات. ويواجه وليام روتو نائب الرئيس الكيني أيضا اتهامات مماثلة تتعلق بتدبير أعمال العنف التي اندلعت في 2007. وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بمثوله أمامها. وكينياتا هو ابن جومو كينياتا، مؤسس كينيا وقد ترك لولده ارثا ضخما.
الجيبوتي عمر قلي
وفي فبراير 1999 رشحه حزب التجمع الشعبي للتقدم لرئاسة جيبوتي، بعد أن قرر الرئيس الجيبوتي حسن جوليد (1916-2006)، الذي حكم جيبوتي منذ استقلالها عام 1977 حتى عام 1999، عدم ترشحه للانتخابات وبذلك رشح إسماعيل عمر قلي للرئاسة وانتخب رئيسًا في 8 مايو 1999. ظفر بولاية رئاسية ثالثة على التوالي عام 2011 (ولمدة 5 سنوات) بحسب النتائج الرسمية بعد فرز الأصوات في نحو 90? من مراكز الاقتراع (352 من أصل 387)، حاصلاً على 79,26? من الأصوات مقابل 20,74? لمنافسه الوحيد محمد ورسمه راجه (وهو مستقل تدعمه أقلية من المعارضة) وبنسبة مشاركة بلغت 68,51?. وقاطع الانتخابات تحالفا المعارضة (الاتحاد من أجل التداول الديمقراطي واتحاد الحركات الديمقراطية الذي أنشئ حديثاً) بسبب عدم اتفاقهما على مرشح مشترك ولأنهما يشككان في استقلالية اللجنة الانتخابية. كما انتقدت المعارضة (التي قاطعت الانتخابات الرئاسية في 2005 أيضاً) الإصلاح الدستورى الذي أقره في أبريل 2010 برلمان يؤيد جيله بالكامل وأتاح له أن يترشح لولاية ثالثة تم خفضها إلى خمس سنوات بدلا من ست. ورغم تأكيد غيله أن هذه الولاية ستكون ولايته الأخيرة فإن المعارضة ترى فيها «الباب المفتوح للرئاسة مدى الحياة».
الصومالي شيخ محمود
ولد حسن شيخ محمود، في مدينة جللقسي بوسط الصومال عام 1955، وتخرج من الجامعة الوطنية الصومالية في عام 1981، وكان يعمل في وزارة التربية والتعليم مدرسًا ومدربًا في ثانوية لفولي الفنية. عمل شيخ محمود كمستشارًا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي (MOPIC)، والحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية لإنشاء وحدة تنسيق المعونة وإدارتها داخل الوزارة، ومنذ عام 2007، عمل مستشارا في الأزمة السياسية الصومالية مع مختلف المنظمات الدولية والمحلية، ومن بين هذه المنظمات التي عمل معها ما يلي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – الصومال، ومعهد الحياة والسلام والمؤسسة الدولية لتحالف بناء السلام (Interpeace)، ووزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID)، والحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال. في عام 2011، أصبح عضوًا مؤسسًا لحزب السلام والتنمية في الصومال، وهو أول حزب أعلن عنه كطرف سياسي معارض في مقديشو، وخاض انتخابات الرئاسة مرشحًا عن هذا الحزب واكتسح الانتخابات.
//////////////////////
هوامش
أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير، عن تكوين هيئة عليا للشفافية لمكافحة الفساد بصلاحيات واسعة تتبع للرئاسة. وتعهد في أول خطاب له بعد أداء القسم لفترة رئاسية جديدة، يوم الثلاثاء، أن يكون رئيساً لجميع السودانيين. وقال البشير: إن الأيام القادمات ستشهد تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أنَّها ستكمل ما كانَ قائماً من التخطيط المجاز في الخطة الاستراتيجية ربع القرنية.
///////////////////
قال وزير الخارجية علي كرتي إن زيارة الرئيس الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وزيارته للإمارات، تعتبر مظهراً من مظاهر التقارب، ولأن الكثير من القضايا المشتركة كانت تتطلب حضوره لأهميتها، خاصة وأن السعودية شهدت تغيّرات مهمة في الفترة الأخيرة.وأكد كرتي، أن موقف السودان من الانفتاح على الدول العربية ودول الخليج موقف طبيعي، نافياً أن يكون موقفاً تكتيكياً، وقال “موقفنا استراتيجي ولا يمكن أن نعبث بمثل هذه العلاقات.
///////////////////////////
مانديلا
حول العلاقات السودانية الأفريقية، والمشاركة الواسعة للرؤساء والمسؤولين الأفارقة، في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس البشير، قال كرتي إن السودان أول دولة نالت استقلالها جنوب الصحراء، ودعمت كل حركات التحرّر الأفريقية بالفكر والوثائق والمال والسلاح، ومن الطبيعي أن تكون علاقاته الأفريقية بهذا المستوى وأشار إلى أن حركة التحرّر في جنوب أفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا، وجدت وثائقها الأولى التي تحركت بها نحو التحرير في السودان.
/////////////////
تعهد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوداني “البرلمان” أ.د.إبراهيم أحمد عمر، يوم الإثنين، بتعزيز مبدأ الشورى في الأمور والقضايا كافة التي تمس الوطن ومسيرته نحو التقدم والرخاء، مشيراً إلى أن الانتخابات كانت استحقاقاً دستورياً ضرورياً، وعلامة مضيئة في مسيرة السودان
السياسي