بكلمات واثقة، ومعانٍ واضحة، ونقاط موضوعة على الحروف بعناية وتركيز قدم السيد رئيس الجمهورية خطابه التاريخي أمام البرلمان في حضور ضيوف البلاد، وعلى مسمع من المواطن السوداني الذي نقلت له الكاميرات الحدث كما لو أنه موجود في الزمان والمكان. ولعل اللهجة الواضحة التي لم يركن فيها الأخ الرئيس لتعقيدات وفذلكة الخطابة التي ما تعودناها منه وهو القريب من الناس دائماً ببساطة القول والفعل، جعلت هذه اللهجة الخطاب قريباً من الفهم والإحساس، فكان تماماً حديثاً من القلب إلى القلب تسبقه النوايا الصادقة من المتكلم ومن السامعين على حد سواء.
والسيد الرئيس قصد من خلال خطابه أن يوجه التحايا بالتخصيص لقطاعات الشعب السوداني، لكنها تحايا نرجو ونتمنى أن تكتمل بملامسة قضايا ومشاكل من خصهم “البشير” بالتحايا.. والسيد الرئيس يوجه التحية للمعلمين وكثير من قضاياهم ومشاكلهم تحتاج أن توضع قيد النظر كما هو حال كثيرين ممن يجاهدون ويكابدون في الخدمة المدنية.. والسيد الرئيس خص الرياضيين بتحية رئاسية، لكن التحايا ستصل إلى مقاصدها وقضايا الرياضة المعلقة تتنزل إلى أرض الواقع، مدينة رياضية تنتصب شامخة بعد طول رقاد، ومنتخبات وطنية مصروف عليها لترفع اسم السودان في المحافل الدولية، وساحات للمناشط تعيد للسلة والسباحة والملاكمة والدراجات أمجادها التي مضت بلا عودة.. والسيد الرئيس وجه تحية للمرأة السودانية، وهي تستحق، لأنها قابضة على كل الجمر بيد واحدة، وهي وزير المالية الذي يضبط ميزانية البيوت حتى لا تجوع البطون أو تتعرى الأجساد، لذلك ستصل التحايا عاطرة والأخ الرئيس يحقق وعده بأن تكون “قفة الملاح” من أولويات برنامجه الاقتصادي ويرفع عن كاهل المرأة هم كيف ترى أسرتها في أحسن حال.. والسيد الرئيس وجه تحية خالصة وصادقة للإعلام السوداني أحسبها ستحقق مبتغاها وسقف الحريات يصل مداه، لتمارس الصحافة المقروءة والمسموعة والمشاهدة دورها الحقيقي في أن تكون برلماناً يراقب ويوجه ويحاسب ويكشف المخبأ والمدفون.
أعتقد أن خطاب السيد الرئيس جدد الآمال العراض في خمس سنوات قادمات وهو يقدم عفواً شاملاً لحاملي السلاح، الذين ما عادت أمامهم فرصة ثانية وهم يضيعون الفرص على أنفسهم وعلى الوطن في أن يوضع السلاح أرضاً ويحمل الشباب بدلاً عنه الطورية والمنجل، لنزرع الأرض البكر التي طال انتظارها لتخرج ما في جوفها قمحاً ووعداً وتمنٍ.. وخطاب السيد الرئيس بلغ مداه في سبيل تحقيق الأمنيات بشكل جدي وصادق وهو يكون آلية لمكافحة الفساد بإشرافه شخصياً، نرجو أن تكون مجرد الإشارة إلى أنها بإشرافه هي العصا التي يخوف بها من سرقوا قوت الناس وعرقهم.
في كل الأحوال منذ اليوم بدأ العد التنازلي لدورة المشير “البشير” الرئاسية، وهي دورة تحدٍ أعان الله الرجل عليها، والتاريخ لا يرحم، لذلك هو مطالب بالتدقيق في اختيار من يعاونه ويعينه صدقاً وتجرداً ووفاء للشعب الذي جدد ثقته فيه وهو مفوض منه باختيار القوي الأمين لإدارة شؤون البلاد، وكفانا تجريباً يدخل في خانة التخريب، وهؤلاء ما أكثرهم ممن كانوا أقل بكثير، وأقصد المناصب التي وضعوا فيها وذهبوا غير مأسوف عليهم لتتلبس حالة الأسف والألم والتراجع الوطن الجريح.
{ كلمة عزيزة
لا يختلف اثنان على شخصية البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” الرجل الذي يحمل عبق التجربة والخبرة في الحياة والسياسة، ولعلي ومع كامل احترامي للأخ “الفاتح عز الدين” الرئيس السابق للبرلمان إلا أنني أعتقد أن جلوس شيخ “إبراهيم” على كرسي الرئاسة البرلمانية أعاد للمجلس هيبته وكاريزماه، وأصدقكم القول إنني تخوفت فقط عند سماعي بخبر انتخابه من أن (تتآمر) على الرجل سنوات العمر وهو شيخ سبعيني وكلنا يعلم رهق وتعب الجلسات الطوال، لكن زال خوفي وأنا أشاهده يدخل الجلسة التاريخية لأداء الرئيس القسم أمام البرلمان بكل رشاقة وحيوية وصحة.. وعيني باردة يا بروف.
{ كلمة أعز
الأخ والي الخرطوم وجه بمحاسبة أي رئيس وحدة إدارية لا يزيل مخلفات المصارف.. فيا دكتور بعض المخلفات وصل سنة وقامت له سنون اللبن.. بطرفي بلاغ من سكان الصحافة زلط (محطة 7) من السوق الشعبي حتى الميناء البري أو شارع مأمون حميدة والأنقاض في محلها من العام الفائت، وتسببت في كثير من الحوادث المرورية.. (أها وقول لي قولك أها) كما في الأغنية الشهيرة.