* نشطت محليات العاصمة في غسل الشوارع، وإزالة الأنقاض، ونقل المخلفات على مدار الساعة، استعداداً لفعاليات تنصيب الرئيس، التي شهدت مشاركة عدد مقدر من الرؤساء وكبار الضيوف فيها.
* ترتيب البيوت وتنظيفها استعداداً لاستقبال الضيوف أمر طبيعي، يحدث في كل مكان، لذلك سنعتبر نفرة النظافة التي انتظمت العاصمة في الأيام الماضية أمراً محموداً، نتمنى له أن يتصل على مدار العام.
* اللافت للانتباه أن تلك الحملة لم تشمل محلية شرق النيل، التي تعتبر الأقذر من بين كل محليات العاصمة، بشوارعها المتسخة، ونفاياتها المتراكمة، وطرقها المتهدمة المتآكلة.
* لم تشملها بتاتاً، ربما لأن ضيوف البلاد لن يمروا بها، أو لأن سلطات المحلية المذكورة لا تولي ملف النظافة ما يستحق من عناية، وترى أن توزيع (العراريق والسراويل) على الخلاوي أكثر أهمية من إهدار الوقت في تنظيف أقذر محليات السودان.
* قبل أيام شرعت اللجان المختصة بالتحضير لفصل الخريف، في اجتماعاتها، وأعلنت توقعاتها بتأثر أكثر من خمسة ملايين مواطن به.
* مسؤولو محلية شرق النيل لم يسمعوا بتلك الاجتماعات في ما يبدو، بدليل أن مصارف المياه ما زالت عندهم على حالها حتى اللحظة، تشكو تراكم النفايات، وتكاثر الأعشاب في مجاريها.
* محلية النكد المقيم باتت طاردة لسكانها، بالانقطاع الدائم للكهرباء، وشح المياه، التي لا يكاد يمر يوم من دون أن تغيب عن سكانٍ جأروا بالشكوى، وتكررت زياراتهم لمكاتب هيئة مياه الخرطوم بلا فائدة.
* تتكرر الأعذار نفسها يومياً، ما بين الحديث عن توقف البئر الخاصة بحي الجريف شرق، وتكرار خروج آبار منطقتي الكرياب وحي الهدى من الخدمة.
* هذا بخلاف تذبذب التيار الكهربائي الذي تسبب في إتلاف الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، من دون أن تهتم شركة توزيع الكهرباء بتعويض أصحابها، أو تتكرم بوقف فصول المسلسل السخيف.
* مررت على مكتب كهرباء حلة كوكو قبل أيام لتقديم شكوى حول تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن حي الهدى، ووجدت المكتب غارقاً في الظلام، فرددت في سري مقولة (جيتك يا عبد المعين تعين)!
* يحدث ذلك على الرغم من تشدق المهندس علي عبد الرحمن (مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء) بتطبيق أنظمة الجودة الشاملة، واستخدام التقنيات الحديثة لتطوير الأداء.
* ما يحدث في كهرباء شرق النيل لا علاقة له بالجودة الشاملة، ونعتقد أنه يندرج تحت مسمى (الفوضى الشاملة) ليس إلا.
* يوم أمس الأول تلقيت نسخة من مذكرة رفعها سكان حي الهدى لمدير شرطة محلية شرق النيل، شكوا فيها معاناتهم من ضعف تأمين الحي، وانتشار السكن غير القانوني فيه، بنهجٍ أدى إلى انتشار الرذيلة، وتفشي ظاهرة تصنيع وبيع الخمور البلدية، على الرغم من صدور قرار باعتماد الحي المذكور ضمن الأحياء النموذجية بالمحلية.
* لم تجد الشكوى أي اهتمام، ولا غرابة، لأن القاعدة في شرق النيل هي غياب المتابعة، وعدم الاهتمام بإزالة منغصات الحياة في المحلية المنكودة.