تهيأ شارع النيل بالخرطوم واكتسى حلة أنيقة زانت جانبيه، احتفاء زاهياً بتنصيب الرئيس المنتخب “عمر حسن أحمد البشير”، إذ احتشدت جموع غفيرة من المواطنين والعاملين من فئات الشعب المختلفة، ضمت الشاب والشيوخ والنساء والأطفال لاستقبال أفراح النيل بعرس التنصيب.
وكانت ملامح الاحتفال بعرس التنصيب خارج قبة البرلمان التي أدى فيها الرئيس القسم رئيساً للبلاد لفترة خمس سنوات قادمة، صباح أمس الثلاثاء، بحضور ومشاركة عدد مقدر من رؤساء وممثلي بعض الدول والضيوف وغيرهم، كانت ملامحه طاغية على شوارع العاصمة الخرطوم الرئيسية. وفي شارع النيل، تحديداً، نصبت الخيام و”الصيوانات” منذ ليلة أول أمس (الاثنين)، وزينت واجهات الوزارات المطلة عليه بالأعلام وصور الرئيس بأحجام مختلفة، ولافتات تنطق التهاني والأمنيات بتولي المنصب. وشوهدت الكثير من السيارات المارة موشحة بأعلام السودان، كما كانت أبواقها تطلق عنان أصواتها فرحاً عند أماكن الاحتفال المتراصة على طول وعرض الشارع الجميل.
وشهد الشارع حالة استنفار مستمرة للنظافة، بجانب صولات وجولات عربات الشرطة من أجل التأمين. وكان رجال المرور يجوبون بأرجلهم وعرباتهم لتنظيم حركة المرور، التي كانت منسابة إلى حد كبير رغم عظمة المناسبة وحشدها. ثمة اجتهاد وواضح وملموس وجهد بذلته محلية الخرطوم، في وضع لافتات أنيقة تهنئ الرئيس بفوزه وترحب بضيوف البلاد من الدول الصديقة والشقيقة، على شاكلة (مرحباً بقادة وزعماء الدول الصديقة) و(مرحباً بالضيوف الكرام).
وفي جولة استطلاعية بشارع النيل حيث الاحتفال حول تنصيب “البشير” رئيساً، التقت (المجهر) العديد من المحتفلين الذين عبروا في حدثيهم للصحيفة عن مشاعرهم تجاه الحدث..
{ ما عندنا مطالب بس سلامة الريس
“الخميني أحمد”، كان أول المتحدثين، قال: (حضرنا من ولاية سنار.. جايين من هناك نشارك الرئيس ونهنيه بالتنصيب وبنقول ليه إن شاء الله بالتوفيق وربنا يحفظكم للبلاد والنهضة، وسعدنا من قبل لزيارته لنا وافتتاح كوبري سنار الذي بدأ العمل فيه فعلياً)، مضيفاً: (نحمد الله ما عندنا مطالب بس سلامة الريس وربنا يحفظه لينا).
{ “حب علني” ومطالب أساسية وفواكه
المداحة “إقبال محمد إبراهيم”، كانت هناك وسط الجموع، حيث شاركت بمدائح للرئيس “عمر البشير” في احتفالية جميلة وفي قمة الروعة، قالت وهي تعبر عن تطلعاتها وتطلعات الآخرين: (دايرينه يقرب من مناصرينه، ويشوف حالهم، وإحنا محتاجين ليه شديد يشغل العيال، ويوفر لينا بطاقات تأمين صحي ويخفض المنتجات والمواد التموينية بمناسبة شهر رمضان المعظم).
في الاتجاه نفسه، تحدثت “فرهيدة محمد الخاتم”، قائلة: (بنحب “البشير” شديد وبنطلب منه توفير فرص العمل للشباب وتخفيض الأسعار ودايرين نأكل فواكه زي باقي الناس). أما “وصال بشير”، فقالت: (أنا من محبي السيد الرئيس وبتمنى ليه التقدم والازدهار ونطلب منه تسهيل أمور المعيشة وتوفير شغل لكل تعبان وتيسير الزواج، داعين الله بالتقدم والعلو للسودان).
الشاعرة “ميمونة أحمد علي” وصاحبة معرض تراث النيل، كان لها حضور نوعى، فقد زينت خيمة ولاية الخرطوم بمعرضها، وقالت إنها أول من احتفل بأخبار إعلان نتيجة الانتخابات، وأضافت: (لقد أقمت حفلاً كبيراً بشارع النيل أَمَّه عدد كبير من المواطنين والطلاب). وأشارت إلى أنها سعيدة ووصفت يوم تنصيب “البشير” بالعرس.
{ الخرطوم والدفاع والمرأة وسرور بـ”البشير”
رصدت (المجهر) عرساً آخر، من أعراس تنصيب الرئيس، تمثل في احتفال وزارة الدفاع والخدمة الوطنية واتحاد المرأة والطلاب، وقد التقت في ضحى كرنفال بهيج أيضاً. وأبان “مصطفى فتح الرحمن” منسق الإعلام بمحلية الخرطوم في حديثه لـ(المجهر)، قائلاً إن تنصيب “البشير” لرئاسة قادمة والاحتفال به من دواعي سرورنا، لينعم السودان في ظل حكومة رشيدة تساهم في تنمية البلاد.
أما منسق الخدمة الوطنية – محلية الخرطوم “التجاني مأمون حميدة” فقد قال إن مشاركة الخدمة الوطنية في احتفال تنصيب “البشير” كواجهة من واجهات الدولة التي تتبع لوزارة الدفاع، وأضاف: (كان لزاماً علينا أن نحتفل بالقائد العام، وكان أيضاً لزاماً علينا أن نأتي بـ”600″ مجند من “1500” للمشاركة وللتعبير عن فرحتهم، وقصدنا أن نترك المجندات يحتفلن في أماكنهن وهن عبارة عن ثلاث آلاف مجندة من خريجات الجامعات.
وعبر منسق عام اللجان الشعبية بمحلية الخرطوم “الخير خليفة مختار” عن مدلولات الاحتفال، قائلاً: (نحن نستبشر خيراً بولاية الخرطوم أن تشهد البلاد تطوراً في العلاقات الخارجية واستقراراً في الأمن الداخلي والخارجي ومصالحة وطنية، ونأمل أيضاً أن تشهد تطوراً في الخدمة المدنية التي بدورها تقوم بخدمة المواطن، ونتطلع أن تشهد نهضة زراعية تساهم بدورها في خفض العمالة والبطالة، ونتمنى أن تنخفض تكلفة العلاج والتعليم وغلاء المعيشة).
أما الضابط الإداري مدير وحدة الخرطوم غرب الإدارية “بتول أحمد الهندي” فقالت إن هذا اليوم يوم تاريخي فيه يثبت رأي الشعب ويقف وقفة واحدة مع رئيسه “عمر البشير”. وأكدت فرحتها قائلة إن هذا اليوم يوم لا يوصف خاصة بعد مشاركة (400) فرد من ممثلي المنظمات والخلاوي والمرأة واللجان الشعبية في هذا الاحتفال من منطقة الرميلة، وأضافت: (هذا المنظر يدل على أن الشعب في حالة رضا تمام عن رئيسه الجديد).
{ آمال عراض في الدورة الجديدة
الفنانة الواعدة “عبير حامد” أكدت بدورها أن الفرحة لا تسعها بالمشاركة في احتفال تنصيب “البشير” بدورة رئاسية جديدة، وأشارت إلى أن الشعب السوداني اتخذ القرار الصائب.. ووجهت رسالة للشعب السوداني كافة قائلة إن على المواطن السوداني الاهتمام بتعمير البلد وتنميتها وإعمار أرضها، مشيرة إلى أن “البشير” في ولايته الجديدة سيجعل الشعب يعيش في رفاهية.
إلى ذلك هنأ المواطن “الطيب عبد الرحيم” المشير “عمر البشير” عبر الصحيفة وقال: (أنا سعيد باستحقاقه لهذا المنصب وهو أهل له لأنه راجل قوي).
{ الحكامات يغنين لـ”القلبه حار” رجل العرب وأفريقيا
الحكامة “عائشة حارن”، التي ظلت هي وزميلاتها يعطرن العرس بالغناء الجميل والحماسي، قالت: (نحن فرحانين فرح شديد بالرئيس ونتمنى من الناس الترابط والتكاتف عشان نمشي لقدام وربنا يسعد الجميع). أما زميلتها الحكامة “نعيمة الرضي حارن” فأبت نفسها إلا أن تنشد: (أنا نايمة
عمر البشير السوداني قلبه حار..
قاليك أمان نحن نموت رجال..
دبابين في بيت المال)
الحكامة “فضيلة حمودة حردان”، وصفت فرحتها بقولها: (غنيت اليوم كأن لم أغن من قبل بتنصيب “البشير” رمز السلام رجل العرب وأفريقيا).. وأضافت: (أود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر السيد “علي عثمان محمد طه” لأنه تنازل عن منصبه ولاءً ووفاء لهذا الوطن الأبي.. والشكر أيضاً لوالي ولاية الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، والمعتمد اللواء “عمر نمر”، وأهنئ الشعب السوداني بتنصيب الرئيس “عمر البشير”).
{ وللخريجين والجامعات كلمة
الأستاذ”عوض الله فضل” (نائب مدير إدارة شؤون الخريجين بجامعة أم درمان الإسلامية)، تحدث إلى (المجهر) بهذه المناسبة قائلا: (جئنا للاحتفال وتهنئة الرئيس بالتنصيب وتولي فترة رئاسية جديدة ونتمنى له التوفيق والسداد، كما نرجو منه الاهتمام بالوضع المعيشي لفئات الشعب السوداني كافة، وتوجيه ديوان الزكاة لرعاية الأسر الفقيرة والمحتاجة وزيادة الأجور للعاملين على مستويات الدولة كافة أساتذة وموظفين وعمال)، مضيفاً: (أتمنى للشعب السوداني كافة توحيد الرؤى والجهود ونبذ العنصرية والالتفاف حول راية لا إله إلا الله محمد رسول الله).
“عبد الوهاب محمد الباقر الناير” خريج جامعي، وصف العرس بأنه (أجواء احتفالية مشرفة ناتجة عن حب الناس للرئيس في شخصه، رغم التحفظ على بعض السياسات.. نتمنى من الرئيس تحسين الأوضاع المعيشية وتوفير سبل المعيشة، وإيقاف نزيف الحرب والدم، كما نرجو توفير فرص العمل وزيادة الرواتب وحل مشاكل المواصلات).
{ اتحاد الشباب السوداني والإسناد الكبير
حشد الاتحاد الوطني للشباب السوداني (كتيبة الإسناد) للاحتفال بتنصيب “البشير” واستقبال الضيوف منذ الثامنة صباحاً، وجمع حوالي ألف شابة وشابة للمشاركة، وفق إفادة أمين المنظمات بالاتحاد الوطني للشباب السوداني بولاية الخرطوم “جعفر الحاج محمد”. وأوضح “جعفر” الذي تحدث إلى (المجهر) من أمام “صيواناتهم” المنصوبة بشارع النيل قبالة قاعة الصداقة، أنه سيكون لهم تمثيل في الاحتفالات مساء بالساحة الخضراء.. أما شابات الاتحاد فأكدن تلبيتهن للدعوة التي قدمت لهن من الاتحاد للمشاركة في الاستقبال والاحتفال بكل سعادة وفخر، وتوقعن في حديثهن للصحيفة أن ينهض “البشير” بالسودان في المرحلة القادمة، وطرحن مطالب عدة ومهمة للسيد الرئيس “عمر البشير” منها رفع مستوى الجامعات وأن يكون الدخول إليها بنسب أقل وتخفيض الرسوم الجامعية إضافة لخفض سعر البنزين لتتوفر المواصلات وبسعر زهيد، بجانب العلاج المجاني والتعليم الحكومي المجاني لرياض الأطفال والمدارس، وإيجاد فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل، وتمنين أن ينصلح الحال الاقتصادي بالبلاد عامة ورددن بصوت واحد: (الحياة صعبة شدييييد) والأسعار غالية، كما طالبن بتوحيد الزي الجامعي وتسهيل الزواج للشباب بـ(الشيلة) بسعر مناسب.
{ الشباب الوطني حضور كبير
“محمد عبد الله” من الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم قال: (جاء الاحتفال بتنصيب الرئيس تأييداً ومناصرة له بعد استحقاق دستوري تكلل بالفوز بالولاية الجديدة في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم، وجدد الشعب الثقة بعد ولاية سابقة مليئة بالإنجاز والاهتمام بقضايا الشباب)، وقال: (نتمنى من سيادته أن يعمم التسهيلات فيما يلي مواضيع التمويل الأصغر والإسهام في تذليل صعاب الضمانات في ولايات السودان كافة).
المجهر السياسي