في تمام الحادية والنصف، من صباح أمس الاثنين، اتجهت أنظار الشعب السوداني نحو البرلمان الكائن بأم درمان، حيث يستضيف الجلسة الأولى المخصصة لانتخاب رئيس المجلس الوطني لدورة برلمانية جديدة أفرزتها الانتخابات الأخيرة، بعد أن رشح المؤتمر الوطني البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” للمنصب.. لحظات وأعلن الحاجب عن ترؤس الشيخ “عبد الجليل الكاروري” للجلسة، باعتباره أكبر الأعضاء سناً، وأعلن عن البدء في انتخاب رئيس المجلس ليفوز به البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” باكتساح.
وعقب انفضاض الجمع المهيب استطلعت (المجهر) عدداً من القيادات السياسية والنواب البرلمانيين لمعرفة آرائهم حول الاختيار، ودلالاته، وتطلعاتهم للفترة المقبلة، وقد اتفقوا جميعاً على أن الاختيار صادف أهله، وتوقعوا مرحلة جديدة من العمل تحت قبة البرلمان.
{ جدلية الحرس القديم
بداية وقفتنا كانت مع مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” الذي علق على سؤال (المجهر) بشأن انتخاب الرئيس الجديد بأنه يمثل عودة للحرس القديم، وقال: (ليس هنالك حرس قديم وجديد، وإنما العبرة بالقدرات، وسيرى الشعب السوداني بالدليل في الفترة المقبلة). وأشار في حديثه إلى أن التجديد بالبرلمان الحالي مثل (55%) من خلال ظهور وجوه جديدة بقبة البرلمان. وحول تشكيل الحكومة الجديدة، قال إنهم سيشرعون عقب أداء الرئيس القسم، للنظر في تشكيل الحكومة الجديدة.
{ اختيار موفق
وزير العمل “إشراقة سيد محمود”، وصفت الاختيار بالموفق ووصفت الرئيس المنتخب البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” بأنه رجل ذو خبرة واسعة وشخصية رصينة وبإمكانها قيادة دفة البرلمان بصورة مبشرة ترضي طموحات الشعب السوداني. وأضافت إن الاختيار له دلالات كبيرة للمرحلة المقبلة والمضي قدماً بالإصلاح والتشريع بالحق.
{ أصوات شبابية
وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” طالب المجلس الجديد بقيادة رئيسه بالنظر في قضايا المواطنين، خاصة وأن البرلمان الحالي متعدد الأنماط السياسية، وبه أصوات شبابية قادرة على العطاء،
وأشار إلى أن اختيار البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، اختيار موفق لما يتمتع به الرجل من خبرة سياسية طويلة ودهاء قادر على الارتقاء بتطلعات المواطنين.
{ متطلبات المرحلة المقبلة
عضو البرلمان “السماني الوسيلة” القيادي بالحزب الاتحادي (الأصل) وصف “إبراهيم أحمد عمر” بأنه رجل مؤهل وممارس للعمل السياسي فترة طويلة، وظل قيادياً بالحركة الإسلامية، عرفت عنه الصفات الحميدة. ورفض “السماني” جدلية عودة الحرس القديم من خلال اختيار البروفيسور “إبراهيم”، وقال إن المرحلة المقبلة تتطلب كوادر لها خبرات واسعة، فهي مواجهة بتحديات كبيرة منها رعاية الحوار الوطني بمختلف محاوره.
{ استمرار “الفاتح عز الدين”
عضو البرلمان المنتخب أمين المال بالاتحاد السوداني “أسامة عطا المنان” قال إن اختيار بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” يمثل اختيار الأغلبية، وقال إنه رجل مشهود له بالخبرة والكفاءة.
وأضاف في حديثه لـ(المجهر) إن تطلعاتهم كانت في استمرار “الفاتح عز الدين” لأنه يمثل الشباب، الذي يمثل بدوره أهم شريحة في بناء المجتمعات المتقدمة.
{ رجل ثورة التعليم
الشاعرة والنائبة البرلمانية “روضة الحاج” كانت حاضرة من خلال اختيارها ضمن قائمة المرأة، وعبرت عن رضاها لمعايير اختيار الرئيس الجديد، مشيرة إلى أنه رجل ذو خبرة طويلة وله باع طويل في ثورة التعليم العالي وتقدم البلاد. وأشارت إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود والعمل من أجل المواطن وحل القضايا وتمثيل رغبات الشعب عبر قبة البرلمان.
{ الاستعانة بالكفاءات
النائب البرلماني د. “عبد الحميد موسى كاشا”، اتفق مع الآراء السابقة وعدّ اختيار البروفيسور “إبراهيم” موفقاً للغاية لما للرجل من خبرات أكاديمية وتنفيذية وتشريعية وسياسية، ويدرك ما يريد أن يفعل. وأضاف إنه كان لابد من الاستعانة بالكفاءات المطلوبة مثل البروفيسور، عادّاً اختياره لا يمثل عودة للحرس القديم بقدر ما يمثل عودة القدرات، وأن سنّة الحياة هي التدرج إذا ما أردنا تقييم الواقع.
وأكد “كاشا” أن دورهم- كنواب- في الفترة المقبلة يتمحور في التعبير عن الشعب والمحاسبة ووضع بعض القوانين الجديدة للمجلس.
{ برلمان متعدد الأحزاب
رئيس حزب الأمة المتحد د. “الصادق الهادي المهدي”، والعضو البرلماني، عدّ الرئيس الجديد من الرجال البرلمانيين من الطراز الرفيع، وشارك من قبل بعدد كبير من المجالس التشريعية السابقة، وأوكلت إليه مواقع تنفيذية كبيرة، وهو رجل دولة من الطراز الأول ويملك من المؤهلات العلمية والشعبية ما يؤهله لشغل هذا المركز.
وتوقع د. “الصادق” قيام البرلمان بدوره الفعال في القضايا الوطنية. ولعل تمثيل الأحزاب الأخرى بنسبة (30%) في المجلس الحالي سيكون له دور إيجابي، وسيكون مطالباً بالتركيز على القضايا التي تهم المواطنين.
{ كتلة الاتحادي
عضو الاتحاد السوداني لكرة القدم، وعضو البرلمان “مجدي شمس الدين” قال إن مشاركة الحزب الاتحادي (الأصل) بالعملية الانتخابية لها فلسفة واضحة لتنظيم الحزب والالتقاء مع الجماهير وقال: (نتطلع بكتلتنا بالبرلمان للارتقاء لمعالجة هموم المواطنين). وعن مشاركة حزبه بالحكومة قال إن المسألة ما زالت خاضعة لمشاورات، ومن ثم سنعلن، عن كل شيء في حينه على الملأ.
{ مشاهدات من البرلمان
} كان من الملفت حضور الفريق “صلاح قوش” عضو البرلمان إلى قبة البرلمان، ورفض الحديث إلى الصحافيين والتزم الصمت كعادته طيلة الأشهر الماضية، لكن دلالات ملامح وجهه وهو يهمس لبعض الذين يقفون بجانبه عن اختيار الرئيس الجديد عبرت عن رضاه التام لاختيار البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”.
} النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه” دخل القاعة في صمت، وكما دخل خرج، بينما كان من الملفت رضا نواب البرلمان من حزب الوطني والأحزاب المعارضة، عن اختيار البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”.
{ زيارة لرئيس البرلمان المنتخب
(المجهر) آثرت أن تلتقي الرئيس المنتخب الجديد، واقتحمت سياج الخصوصية الذي ضرب حول مكتبه ودلفت إليه.. وكان رئيس البرلمان السابق البروفيسور “أحمد إبراهيم الطاهر” خارجاً بعد أن بارك له المنصب بجانب عدد من القيادات التنفيذية. وقد استقبلنا البروفيسور “إبراهيم” ببشاشة، متمنياً أن ينجح في أداء دوره والأمانة الكبيرة الملقاة على عاتقه من خلال عتبة الإصلاح، والخوض في الكثير من القضايا التي تهم الشعب السوداني.
المجهر السياسي