قبل إنتخابات الفيفا بيوم طفت على السطح فضيحة مدوية حيث أعلنت وزارة العدل الأميركية تورط مسؤولين في الاتحاد الدول لكرة القدم، في قضايا فساد، وتم اعتقالهم العاصمة السويسرية زيورخ بينهم جيفري ويب نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد كونكاك اف ، إدواردو لي عضو منتخب في اللجنة التنفيذية للفيفا واللجنة التنفيذية لكونكاكاف، جوليو روشا المسؤول عن شؤون التنمية في الفيفا، كوستاس تاكاس أحد معاوني رئيس اتحاد كونكاكاف، جاك وورنر نائب رئيس الفيفا واتحاد كونكاكاف سابقا، أوجينيو فيغويريدو نائب رئيس الفيفا حاليا وعضو اللجنة التنفيذية ، رافايل إيسكيفيل عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد أميركا الجنوبية ،خوسيه ماريا مارين العضو الممثل للفيفا في اللجنة التنظيمية للألعاب الأولمبية ، نيكولاس ليوز عضو اللجنة التنفيذية لفيفا سابقا
كنا نتوقع أن تهز هذه الفضيحة أركان إمبراطورية الفيفا وتنصب الأمير علي بن الحسين امبراطوراً لها وتطيح ببلاتر من الكرسي ولكن مافيا الفيفا ( الفيفيون ) والوصوليين والمنتفعين والمنافقين لعبوا دوراً كبيراً في فوز بلاتر برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على منافسه الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأسيوي
رغم مساندة الإتحاد الأوربي والإسترالي وبعض الإتحادات للأمير علي ولكن أصوات الإتحاد الأسيوي البالغ عددها 46 صوتاً والإتحاد الإفريقي البالغ عددها 54 صوتاً رجحت كفة اللص العجوز بلاتر في وقت كنا نتوقع من الإتحاد الأسيوي مساندته الأمير علي لأنه أحد أعضاء الإتحاد لكن تقاطع المصالح والبحث عن مكاسب جديدة جعلت رئيس الإتحاد الأسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة مساندته للرئيس الحالي سيب لبلاتر في الانتخابات التي جرت أمس في زيوريخ على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هذا العام من أجل دخول بلاط الفيفا أما الكاميروني حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الذي سبق أن ترشح عام 2002 في العاصمة الكورية سيول لرئاسة الفيفا ولكنه خسر السباق وفاز السويسري بلاتر والآن يؤكد دعم إتحاده له.
الكل يعلم أن الفساد أزكم الأنوف في المؤسسة الرياضة التي تحكم عالم كرة القدم التي تنظم حملات للترويج عن مبادئ اللعب النظيف والنزاهة وغرسها في النشء حتى يتشربوا هذه المفاهيم القيمة النبيلة منذ الصغر لتكبر معهم في قوالب حياتهم المتطورة إلى أن يصبحوا رجالا فاعلين ومنتجين في أوطانهم في كل المجالات.
ولكن ما يحدث داخل المؤسسة الرياضية الكبيرة غير ذلك والفساد فيها لا يحتاج إلى دليل فالرشاوى تدفع في رابعة النهار من الدول لتنظيم المونديال ورئيسها فاسد حتى النخاع ومؤسسته مليئة بالدسائس والمؤامرات والخديعة والمكر فكم دفعت جنوب إفريقيا لتنظيم المونديال وكم دفعت البرازيل لتنظيم المونديال وكم دفعت روسيا لتنظيم المونديال وكم دفعت قطر لتنظيم المونديال لو جمعنا ما تحصل عليه العجوز الفاسد بلاتر وبطانته الفاسدة مقابل الموافقة على التنظيم أرقام فلكية والدول التي لم تدفع لهم يرمى ملفها في سلة المهلات كما حدث مع مصر التي رفضت دفع رشوة لرجل الفيفا القوي التريندادي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا واتحاد كونكاكاف سابقا والمقبوض عليه حالياً مقابل تنظيم مونديال 2010 وفازت جنوب إفريقيا بشرف تنظيم المونديال هذا هو جزء بسيط من ملفات فساد الفيفا وما خفي أعظم.
بعد فوز بلاتر قال رئيس الإتحاد الأوربي ميشيل بلاتيني أنه رياضي غير نزيه وشريف كذاب مخادع لقد خدعنا عندما أعلن أنه سيكتفي بالفترة الرابعة ولكنه تراجع ونكص بعهده وخاض الانتخابات لفترة ولاية خامسة لمدة أربع سنوات وأسطورة الكرة العالمية الأرجنتيني دييغو مارادونا قال فوز بلاتر بولاية خامسة يعني لدينا ديكتاتور مدى الحياة لا يشعر بالخجل ورئيس اتحاد كرة القدم الهولندي ميكائيل فان براج قال بلاتر يتحمل جانبا كبيرا من مسؤولية تشويه سمعة الفيفا ويجب أن يتنحى لويس فيجو أسطورة البرتغال بعد فوز بلاتر بفترة رئاسة خامسة على التوالي وصف هذا اليوم بالأسود في تاريخ الفيفا نائب رئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ديفيد جيل قال أنه لن ينضم لعضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي بعد إعادة انتخاب سيب بلاتر رئيساَ للفيفا لولاية خامسة رئيس الاتحاد الإنجليزي، جريج دايك قال لا يمكن أن تستمر كرة القدم تحت قيادة بلاتر رئيس الاتحاد الدولي الحالي بالرغم من فوزه بولاية جديدة الرئيس التنفيذي للاتحاد الايرلندي لكرة القدم قال أيضا أن المعركة بدأت لتوها والشركات الراعية للفيفا أبدت قلقها من الفساد وربما تتوقف عن الدعم.
للأسف الشديد فاز الفساد على النزاهة ودنس شرف وتاريخ كرة القدم بمساعدة إنتهازيين وفاسدين من الإتحاد الأفريقي والأسيوي ساندوا اللص العجوز بلاتر في فوزه بولاية خامسة وهذا يعني أن لعبة كرة القدم النظيفة الجميلة ستغوص في بحور الفساد بكل أنواعه مدة أربع سنوات مع إمبراطور الفساد جوزيف بلاتر وبطانته الفاسدة.
ولكن الأوروبيون يعتبرون المعركة مع رئيس الفيفا بدأت لتوها ولا يتوقعون أن يكمل بلانر الأربع سنوات المقبلة لأن الحملة ضده كبيرة جدا وربما يقود الإتحاد الأوروبي حملة لمقاطعة المونديال القادم في روسيا والديناصور اللص بلاتر مع نشوة الفوز نسى أنه محارب من جهات قوية ولها تأثير كبير في اللعبة ونسى أنه بلغ من الكبر عتيا وأربعة سنين طويلة وإجتماعات ومناسبات الفيفا كثيرة ومجهدة وتحتاج إلى لياقة عالية بالإضافة إلى مرض الزهايمر أحد أشهر الأمراض التي تصيب الشخص في مراحل متقدمة من عمره ولا شك أن هذه الأسباب مجتمعة ستبعده بعد فترة وجيزة عن إدارة اللعبة.
وختاماً نقول للأمير العربي الأصيل الشجاع علي بن الحسين الذي كان سيشرف العرب برئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم لله درك يا حسين أنت لم تخسر السباق ولكن المؤامرات الجبانة التي أحيكت ضدك من بيتنا العربي كانت سبب رئيس في فوز الفساد على النزاهة وتعزيز الفساد في بلاط الفيفا وغدا سيأتي اليوم الذي ستجلس فيه على كرسي إمبراطورية الفيفا وتحارب الفساد الذي أصبح عنواناً للفيفا وتعزز النزاهة وحماية القيم الأخلاقية التي تشكل أساس ممارسة الرياضة وإدارتها وولادة عهد جديد ونظيف للاتحاد الدولي لكرة القدم وإن غداً لناظره قريب.