قال وزير الخارجية السوداني، علي أحمد كرتي، إن موقف بلاده من العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج استراتيجي، وليس تكتيكاً مرحلياً، وأن السودان لا يمكن أن يعبث بمثل هذه العلاقات، مشيراً لأهمية استمرار الحوار مع أمريكا والدول الأوروبية منفردة.
وأوضح كرتي لبرنامج “وجهات نظر” الذي بثته “الشروق” مساء الأحد، أن التوجه نحو الانفتاح على الدول العربية كان بتوجيهات واضحة من الرئيس عمر البشير، مضيفاً أن هذا يعتبر الموقف الطبيعي للدولة.
وقال إن زيارة الرئيس الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وزيارته للإمارات، تعتبر مظهراً من مظاهر التقارب، ولأن الكثير من القضايا المشتركة كانت تتطلب حضوره لأهميتها، خاصة وأن السعودية شهدت تغيّرات مهمة في الفترة الأخيرة.
وأكد كرتي، أن موقف السودان من الانفتاح على الدول العربية ودول الخليج موقف طبيعي، نافياً أن يكون موقفاً تكتيكياً، وقال “موقفنا استراتيجي ولا يمكن أن نعبث بمثل هذه العلاقات”.
وقال إن السودان استشعر الخطر الذي استشعرته المملكة والمنطقة العربية، من الأزمة اليمنية، وقرر المشاركة بالسرعة المطلوبة في تحالف “عاصفة الحزم”، وأضاف أن هذا الموقف وجد التقدير من السعودية والإشادة من كل الدول العربية، وقُوبل بارتياح في الشارع السوداني.
العلاقات الأفريقية
وحول العلاقات السودانية الأفريقية، والمشاركة الواسعة للرؤساء والمسؤولين الأفارقة، في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس البشير، قال كرتي إن السودان أول دولة نالت استقلالها جنوب الصحراء، ودعمت كل حركات التحرّر الأفريقية بالفكر والوثائق والمال والسلاح، ومن الطبيعي أن تكون علاقاته الأفريقية بهذا المستوى.
وأشار إلى أن حركة التحرّر في جنوب أفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا، وجدت وثائقها الأولى التي تحركت بها نحو التحرير في السودان، مشيراً إلى أن السودان تجاوز بعد اتفاقية السلام الشامل، وانفصال جنوب السودان، الآثار السالبة لحرب الجنوب، والتي كانت تروّج بأن الحرب عنصرية، ودينية، والتي استغلها بعض الأفارقة لتشويه صورة السودان.
وأكد كرتي، أهمية استمرار الحوار الوطني الذي قال إنه أصبح بنداً مهماً في كل اللقاءات مع المسؤولين الغربيين، وقال إن فكرة الحوار غلّابة جداً وتجاوزت كل الشكوك، وأن ما أثير عن جهات داخل الحكومة لا تريد حواراً غير صحيح.
وأشار إلى أن صبر البشير على الحوار، أفشل محاولات الاستفزاز للدولة وللحوار من البعض، مجدِّداً الدعوة لحملة السلاح والمعارضين للانضمام لطاولة الحوار.
أمريكا وأوروبا
وأشار كرتي لأهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، منوهاً إلى أنه يجب أن يمس العلاقات والقضايا الأساسية بين البلدين، وقال إن ما يبتغيه السودان ليس مجرد التطبيع فحسب، منوهاً إلى أن التطبيع سيحدث تلقائياً بمجرد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال إن قضية السودان في الولايات المتحدة، تتبناها جهات محددة لديها مصلحة في استمرار الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين، وأن هذه الجهات كانت تدعو لفصل جنوب السودان لتدمير السودان.
ولفت كرتي إلى أن السودان منذ ثلاثة أعوام، رفع شعار التعامل مع الدول الأوروبية منفردة وليس تحت إطار الاتحاد الأوروبي، الذي قال إنه لا زال في قبضة بريطانيا، مشيراً إلى أن للسودان علاقات ممتازة مع ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا والنمسا، وبشّر باستثمارات أوروبية كبرى بالسودان، بعد بدء ولاية الرئيس عمر البشير الجديدة.
شبكة الشروق