في لقائنا الأخير مع الدكتور مصطفى قلت له هنالك ملاحظة لعلكم في المؤتمر الوطني لا تنتبهوا لها كثيرًا وهي أنكم تقتسمون السلطة والمواقع وتعطون الاتحاديين خاطراً أكثر من غيرهم من المكونات السياسة الأخرى، تفعلون ذلك مع فصائل اتحادية أضعف من غيرها ومن فصائل موحودة على الأرض ولديها تأثير أكبر وليس لهذا تفسير آخر غير وجود حواجز نفسية وتاريخية كبيرة تجاه طائفة الأنصار وما يمثلها من أحزاب.
بالأمس خرج الدكتور الصادق الهادي من اجتماع مغلق مع بروفيسور غندور الذي اخبره أن حزبه سيمثل بوزير اتحادي واحد رغم أن البروف يعلم أن حزب الصادق الهادي جاء متقدماً على حزب جلال الدقبر الذي أخلت له الحكومة أكثر من عشر دوائر ومع هذا سيحتفظ الدقير بمنصبه مساعداً في القصر وبأكثر من مقعد وزاري في مجلس الوزراء، الصادق سأل البروف غندور ما هي المعابير؟ أليست نتائج الانتخابات ؟ ولكن البروف أجاب إجابة مدهشة : نعم ولكننا وضعنا معايير أخرى، فيا ترى ما هي هذه المعايير الأخرى ؟ المعايير التي تعطي تابيتا بطرس مقعدًا في مجلس الوزراء وتترك حزب ابن الإمام الهادي في الرصيف؟.
على مستواى الشخصي وبحكم علاقتي بالدكتور كنت دائم التحريض له بالخروج من منطقة التقارب مع المؤتمر الوطني فيما يعرف بأحزاب حكومة الوحدة الوطنية لأنه فقط سيتحمل وزر شراكة في حكومة هو لا يمتلك أدوات العمل فيها فكيف يتحمل تبعات الاشتراك في السلطة وهو غير قادر علي الاشتراك في صنع القرار والسياسات فيها؟ (ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء).
الأهم من كل ذلك لماذا يقلل المؤتمر الوطني من قيمة الانتخابات بنفسه؟ ويبعدها ويضعها بعيدًا وهو يشكل الحكومة المنبثقة من تلك الانتخابات؟ المؤتمر الوطني والعقلية التي يدير بها شأن حلفائه مدهشة في فركشة هؤلاء الحلفاء وفي تقصير حائط الثقة بينه وبينهم وكنا نظن أن هذه العقلية انتهت مع خروج القيادة السابقة للمؤتمر الوطني ولكن يبدو أنها عقلية راسخة وباقية..
عزيزي دكتور الصادق من يقرأ لك هذا المساء أرجوزة المتنبئ ؟ قواصد كافور توارك غيره ، ومن قصد البحر استقل السواقيا.