هُم يحتفِلُون اليوم بسبعةٍ وستّين عاماً على قيامِ دولتِهم ونحنُ نبكي سبعةً وستين عاراً على نكبتنا !
هم جاؤوا لهيكل نبيّهم المزعوم ونحنُ رحلنا عن مسرى نبيّنا المؤكّد !
هُم أحيوا لغةً ميتةً ونحنُ نقتلُ كلّ يومٍ أكثر لغاتِ الأرض حياةً !
هُم يبكون عند حائط البراق ونحنُ نبكي عند معبر رفح لدخولِ زُجاجة دواءٍ لمريض وعُلبة حليبٍ لطفل ولمغادرة طالبٍ متفوّقٍ للدّراسة ولعودة معتمرٍ لبيته !
هُم يعملون بتوراةٍ خطّوها بأيديهم ونحن لا نعملُ بقرآنٍ محفوظٍ من التّحريف!
هُم يُحدّثهم حاخاماتهم عن ضرورة قتل العرب ونحن يُحدّثنا الأزهرُ عن حُسْنِ الجوار !
هُم منذ سبعةٍ وستين عاماً يحاربون ونحنُ منذ سبعةٍ وستين عاماً نشجبُ وندينُ ونستنكر !
هُم عندهم القدس قضيّة ونحنُ عندنا القدس سلعةً للتجارة نهتفُ زحفاً زحفاً نحو القدس ونذهبُ لنحررها في حمص !
هُم يدّعون أنهم يشبهون يوشع بن نون ونحن على يقين أننا لا نشبه الصحابة !
هُم أقاموا تاريخاً ميتاً من تحت التراب ونحن وأدنا تاريخاً حياً فخسرنا الجغرافيا وما زلنا ندّعي وصلاً بليلى !
هُم اثنتا عشرة طائفة في دين واحد ونحنُ ألف طائفةٍ لكلّ منها دين !
هُم حدود دولتهم عند حذاء آخر جنديّ من جنودهم ونحنُ أغلقنا حدودنا بوجه بعضٍ وما زلنا نغنّي بلادُ العرب أوطاني !
هُم يبحثون في الجامعات والمختبرات ونحنُ نبحثُ في غوغل !
هُم يعرفون قيمة الإنسان الميت فيعقدون صفقة تبادل يستبدلون فيها ألف حيّ بجثة ونحنُ عندنا الألف حيّ ليس لهم قيمة إلا إذا صاروا خبراً عاجلاً في نشرة الأخبار !
هُم يحميهم جيشهم ونحنُ لم نرَ جيوشنا إلا في رابعة ودمشق وصنعاء حين قُتلنا بالرصاص الذي دفعنا ثمنه من خبز أولادنا !
هُم يقرأون ما معدّله أربعين كتاباً للفرد في السّنة ونحنُ أمة إقرأ نقرأ ما معدّلة نصف صفحة للفرد في السّنة !
هُم يُربّون أولادهم أن قيمةً المرء فيما يعطيه للوطن ونحنُ نربّي أولادنا أن قيمةً المرء ما يأخذه من الوطن !
هُم يحتلون قبلتنا الأولى ونحنُ نحرسُ سفاراتهم في عواصمنا !
هُم عبدة المال الذين يتعالجون بالمجان ونحن الزاهدون الذين نموت على أبواب المستشفيات عندما لا نملك تكاليف العلاج !
هُم يأخذون حقوقهم بالقوانين ونحن نأخذ حقوقنا بالمعاريض !
هُم عندهم مفاعل ديمونا ونحنُ عندنا أكبر صحن حمص وأكبر قرص فلافل وأكبر طبق تبولة !
هُم عندهم أن اليهوديّ الذي أمه يهودية وأبوه غير يهوديّ أكثر يهوديّة من الذي أبوه يهوديّ وأمه غير يهوديّة ونحنُ نمتهنُ النّساء هُم الكفار الذين يأتون من كل حدبٍ وصوبٍ للصلاة في هيكل لا وجود له ونحنُ المؤمنون الذين لا يكتملُ صفّنا الأول في صلاة الفجر في مسجد الحيّ !
* مخرج.. هذا المقال البليغ بقلم أدهم شرقاوي من صحيفة الشرق القطرية.. وﻻ نملك إلا فضيلة الدعاء.. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز به دينك وأهل طاعتك، ويذل به أهل معصيتك.. وأفتح اللهم لنا طريقا إلى مسجدك الأقصى.. وصلى اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ..