ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة في تقريب المسافات الشاسعة ولم أشتات البشر المبعثرة بين القارات العديدة، فمنذ ظهور الفيسبوك ومن بعده الواتساب أصبح التواصل لا يكلف شيئاً سوى الضغط على زر الإرسال ومن ثم تتناثر الأخبار في كل مكان مما جعل العالم غرفة صغيرة جداً يعلم كل سكانها ما يحدث مع بعضهم البعض.
رغم الأثر الإيجابي الكبير لوسائل التواصل إلا أنها أفرزت مشاكل وأحدثت كوارث مجتمعية لم نعهدها من قبل، إذن أنها سهلّت من إنتشار الشائعات بسرعة البرق وإختلاط الحقيقة بالسراب والوهم، فأصبح من الصعب جداً التحقق من صحة ما يردنا من قصص وأخبار متدواله.
الأشد خطراً من كل ما ذُكر إعلاه أن هذه الوسائط أصبحت سيفاَ مسلطاَ على رقاب خصوصية البشر ولصاً يتربص بهم ليسرق أسرارهم ويعرض أستارهم للهتك والخروج بهم من باب الفضيحة الوشيك، فمع سهولة تداوال المقاطع والصور أصبح من المعتاد أن نرى صور خاصة جداً لأشخاص في غفلة من الرقيب ولكنها لسوء حظهم وقعت في أيدي عابثة صعدت بها أدراج الفضيحة وأصبحت غراب شؤم ينعق على خراب ودمار أشخاص وأسر وربما مجتمعات بأكملها والشاهد على ذلك الكثير من القصص والأحداث التي نسمعها ونتناقلها كل يوم عن أثر التراسل بخصوصيات البشر والتهاون في جعل أسرارهم مادة للتسلية والضحك والتهكم.
قد يختلف مصير أسرة ويتغير ويتبدل عند ضغطك على زر الإرسال على صورة أو مقطع (ما) يخص أحد في هذا الكون الوسيع، وربما تعرضت نفوس الأبرياء لقتل وخراب وتشريد وتجريح من وراء هذه الضغطة البسيطة على زر الإرسال، ويبقى الخيار بيدك أن تمسح ما يصلك من مقاطع وصور لا فائدة منها سوى هتك أستار البشر وتعتق أسر بريئة من هم كبير وتخلص رقابها من مشنقة الفضيحة!
همسة: لا تُساهم في نشر الفيديوهات والصور والمقاطع غير اللائقة، لا تكن سبباً في نشر العنف والمجون والعُري …. لا ترسل ما لا ترضى نشره عن نفسك، ما لا ترضى أن يراهُ أبنائك أو أهلك فمن يدري ربما تكون أنت بطلاً لأحد هذه المقاطع يوماً فأنظر ماذا تتمنى أن يفعل غيرك بها، إستر حتى تُستر ودع المقطع يتوقف عندك!!