نقلت إحدى القنوات العربية لقاءً مع شاب عربي تفتحت عبقريته على نظم المعلومات والشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتمكن هذا الشاب من معرفة ثغرة دقيقة جداً على «الفيس بوك»، ولأنه معاق فرح بهذا الانجاز واتصل بمشغلي التطبيق ظناً منه انه سيكافأ ولو بحافز محترم، وكانت صدمته كبيرة عندما شكرته ادارة الفيسبوك وسحبت حسابه لانه «تسلل إلكترونياً» لمعرفة الثغرة، وهو ذات الخطأ الفادح الذي بث به «مجهول» ثلاثة أو أربعة مقاطع فيديو تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي، لاستطلاع بقرى شرق النيل، كشفت وبحسن نية المصور والمتحدثات من النساء القرويات، الكثير من المؤشرات الخطيرة، ولعل من بث هذه المقاطع أراد أن يحدثنا بمستوى الدعوة في تلك المناطق، ولغرض احياء فضيلة الدعوة الى الله ونشر تعاليمه بين الناس جميعاً، وتعمد المصور ان يشير الى أن المنطقة قريبة جداً من العاصمة، حتى لا يجد عذراً بالبعد الجغرافي للرعاة والرحل، كما كشف مدى جهالة نساء تلك القرى ورجالهم بابجديات الدين، وهو ما يضع مؤسسات الدعوة ومجلسها الأعلى في قائمة المقصرين، وهي بالفعل فضائح تحتاج الى مواراة وتوبة واستغفار، فالمسؤولية هنا لا تقع على المحلية السياسية وحدها ولا على مجلس الذكر والذاكرين ولا المجلس المعني ولا حتى على «الفقرا» الذين يعتقد النساء أنهم من بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل تقع على الجميع حتى من صور المقاطع، فقد قال «هلك القوم» وهو أول الهالكين.
> والخطأ الفادح الذي وقع فيه هذا المصور وان كان غرضه خدمة الدعوة، إلا أنه «تسلل» وانتهك خصوصية النساء وصورهن على الملأ، وهو ما يعد مخالفة قانونية وشرعية، اذ لا يجوز تصوير النساء الا بمشورتهن، ولا أظنه استأذنهن للتصوير ولم يخبرهن بما ينوى فعله.
> المؤشر المهم حول هذا الأمر انه يتوجب قيام ثورة دعوية كبرى تراعي المستوى الفكري لأهلنا البسطاء بشرق النيل، وذلك بدلاً من الملامة والتجريح والسخرية، وبحسب ما هو متاح من معلومات بثتها المقاطع فإن المنطقة من مناطق الرحل التي تحتاج بحسب المنظمات المعنية بهذا القطاع الى انفاذ مشروع الداعية الجوال، وهو مشروع استراتيجي مهم نأمل أن يرى النور قريباً وبتنسيق تام مع كل الجهات المعنية، فانتقاء حديث لثلاث نساء بينهم فتاة ويسكن باطراف العاصمة لا يعني أن الدعوة الى الله لم تصل لتلك المناطق، فشرق النيل منطقة القرآن والخلاوي والدعاة الصالحين.
أفق قبل الأخير
> الفيس بوك حذف حساب «المتسلل»، وعلى المصور أن يستغفر الله ويتوب ليخفف «حسابه»، فهدفه وإن كان نظيفاً إلا أنه «تسلل»
أفق أخير
> بالعفل المقاطع فضيحة.