تختلف الآراء حول اختيار أفضل أنواع المياه، لاسيما مع وجود اعتقاد سائد في العديد من الدول بأن المياه المعدنية المعبأة أفضل من مياه الصنبور. وبعد العديد من الأبحاث، خلص الخبراء إلى أن المياه المعدنية المعبأة في زجاجات بلاستيكية لا تختلف عن ماء الصنبور النقي الذي يصل عبر أنابيب في حالة جيدة وتم التأكد من خلوه من مختلف أنواع ناقلات الأمراض.
ويعتقد الكثيرون أن المياه المعدنية التي تباع في الأسواق هي مياه مستخرجة من عيون تحت الأرض. وهنا رصد الخبراء، وفقاً لموقع “ريسيت” الألماني المعني بالبيئة، عدم دقة في استخدام المصطلحات، إذ أن الكثير من زجاجات المياه، لاسيما تلك ذات طعم معين مثل الليمون أو الفواكه، ما هي إلا مياه صنبور معبأة في زجاجات.
ومن النقاط التي يركز عليها المعلنون مسألة غنى المياه المعدنية بمواد معدنية مهمة للجسم. وخلصت دراسات لباحثين في مجالات التغذية إلى أن الجسم يستمد احتياجاته الأساسية من المواد المعدنية عبر الأغذية في المقام الأول وليس المياه. كما توضح خبيرة المياه إينا بوكهولت من مؤسسة “فارين تيست” الألمانية لصحيفة “هافينغتون بوست” قائلة: “التغذية هي المصدر الأساسي للمواد المعدنية. فزيادة نسبة الكالسيوم في الجسم مثلاً يمكن معالجتها بالتخلي عن الحليب، على سبيل المثال.
أضرار بيئية
أكبر مشكلات المياه في الزجاجات البلاستيكية هي أن بعض جزيئات المواد الصناعية التي تدخل في تصنيع الزجاجات قد تتفاعل مع الماء ولا تتسبب في تغيير طعمه فحسب، بل وفي تغيير طبيعة الماء، إذ خلص باحثون من جامعة فرانكفورت الألمانية إلى وجود مواد ضارة في المياه المعدنية المعبأة في زجاجات بلاستيكية. في الوقت نفسه، تشكل المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية إهداراً للطاقة، ذلك أن التخلص من الزجاجات البلاستيكية وعمليات تعبئة وشحن الزجاجات تهدر الكثير من الطاقة.
وبالرغم من أن المياه المعدنية، لاسيما في الزجاجات البلاستيكية، عملية للغاية، إلا أن الخبراء يقولون إن ضررها على البيئة يفوق مياه الصنبور بنحو 450 مرة، واضعين في الاعتبار عمليات التعبئة والنقل والتصنيع.
من ناحية أخرى، تتركز خطورة مياه الصنبور على الأنابيب، لاسيما تلك المصنوعة من الزنك والرصاص والتي يجب تغييرها عند ملاحظة تغير في مكان نزول الماء من الصنبور، على سبيل المثال. وتساعد مصاف المياه (الفلتر) في تنقية ماء الشرب من الجير والرواسب الأخرى المضرة.
DW