الحذر الحذر …

العالم اليوم اصبح قرية واحدة والاخبار تصل فى ثوانى ودقائق معدودة من كل بقاع الارض وذلك لتطور الاعلام وتوفر التقنية الحديثة وبرامج التواصل . الانسان فى بيته وهو يسمع ويقرأ ويشاهد اخبار العالم لحظة بلحظة حيث اصبح الاعلام هو الرابط والناقل للأخبار ومع كثرة وسائل الاعلام والتواصل اصبح الخبر ينقل من غير تحرى ودقة وأحيانا يؤلفه صاحبه من أجل المزاح والترفيه ويجد ذلك اهتماما كبيرا ويؤخذ فى موقع الخبر الصحيح .

الاخبار الكاذبة او التى تروج لمصلحة معينة أو تشهير بشخص او بجهة ما أومن أجل كسب مادى او معنوى أو سياسى أو لتحطيم جهة ما او بث الرعب وتشويه السمعه كلها حذرنا منها الاسلام وعلمنا أن نتحرى الصدق والدقة وحذرنا من الكذب والخديعة وبث الرعب والخيانة وقد ورد الكثير من الايات القرآنية والاحاديث النبوية فى هذا الصدد . ولنذكر بعضا منها : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . الحجرات 6) . وقوله تعالى : ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ﴾ [الزمر: 32] قوله تعالى: ﴿ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [المجادلة: 14] وقال تعالى :”إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون” [النحل:105] وتوعد الله الكاذبين بالعذاب الاليم في قوله: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10] وقصة الإفك والكثير من القصص التى كشفها لنا الله فى كتابه الكريم ومن الاحاديث النبوية الشريفة – قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((آية المنافق ثلاث – وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم – إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان )) صحيح مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : (( أربع من كن فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر )) أخرجه البخاري ومسلم.

نقرأ ونسمع ونشاهد الكثير من الاخبار الكاذبة أو التى نشك فى صحتها ولكن لا نبالى وننشرها من غير ان نتحرى الصدق والدقة واحيانا يكون الخبر من طرف واحد ولا نسمع الطرف الآخر ونحكم بذلك هنا نصبح مثل ناشر الخبر لاننا ساعدنا فى انتشاره من غير ان نتحرى الدقة والصدق ونحاسب بأننا ظلمنا من حكمنا عليه من غير علم وصدق . الاخبار التى تنشر فى وسائل الاعلام عامة فيها الكثير الذى يفقد المصدقية أما ما ينشر على وسائل التواصل المعروفة اليوم بين الجميع سوى كانوا شبابا وكبارا نجد الكثير فيها يخالف الواقع والصدق ونسارع بنشرها ونقلها من غير مبالاة أو قرأتها واحيانا نعلق عليها ونظلم من نشرت بحقه وننسىء أننا محاسبون على ذلك وخاصه إذا كان ما نشر يضر بشخص اوأسرة أو مجتمع او جهة وهى مظلومة .

يجب علينا الحذر الحذر فيما ينشر وما ينقل ونخاف الله ونتقيه ونعلم بأننا محاسبون على اعمالنا وأفعالنا ونظراتنا وسمعنا وأن نتحرى الدقة والتثبت من صحة المنشور بقدر المستطاع قبل أن نحكم على ما نشر أو إعادة نشره . الحذر الحذر أن لا ننشر شىء فى الدين والعقيدة ولا فى حق البشر من غير علم لان نشر البدعة او شىء مخالف للدين أو ظلم الناس كذبا وبهتانا عذابه شديد وأليم ونتحمل وزر كل من عمل به الى يوم الدين . سبحانك اللهم وبحمدك أنى كنت من الظالمين ونستغفرك ونتوب اليك من ما اقترفته ايدينا ونظرت له اعيننا وسمعته أذاننا وسعت له أرجلنا وتحدثت به السنتنا غير علم لنا به أو جهلا .

Exit mobile version