> في حلقة جديدة من مسلسل استهدافها للسودان، تسعى ما تسمى المحكمة الجنائية الدولية، إلى تحرك ضد السودان ورئيسه المنتخب، تستبق به حفل تنصيبه المقرر في الثاني من يونيو المقبل، وتعتزم هذه المحكمة القيام بخطوة متزامنة مع هذا الحدث ربما كانت قبله بيوم في الأول من يونيو، وستكون خطوتها وما تنوي فعله كسابقاتها ليست ذات معنى ولا تمثل شيئاً للسودان ورئيسه، ولن تعيق سير بلادنا المتطلعة للاستقرار السياسي والأمن والسلام. > لماذا هذه الخطوة والإجراء من المحكمة الجنائية الدولية؟ فالهدف واضح، فقد استيأست القوى الدولية وخاصة الغربية المعادية لبلدنا، بسبب فشل كل محاولاتها لإسقاط نظام الحكم عبر العمل المسلح الذي تقوم به المجموعات المتمردة والجبهة الثورية وقطاع الشمال في الحركة الشعبية، وجربت كل وسيلة تمكن من اقتلاع السلطة القائمة ورميها في قاع البحر، ففشلت كل المحاولات وتجرعت الفشل، وظلت تستخدم المحكمة الجنائية الدولية للتخويف والترهيب لإرغام السودان على الخنوع والخضوع، لكن ذهب الكيد كله أدراج الرياح، ووجدت هذه المحكمة حائط صد قوياً من السودان وأهله ومن وراءه القارة الإفريقية التي اتخذت قمة قادتها أكثر من مرة قرارات قوية بعدم التعامل مع هذه المحكمة ورفضها ودعوة الدول الإفريقية الموقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة للخروج منها. > لقد حاولت الدول الغربية والقوى المعادية للسودان، إفشال الانتخابات بشتى الطرق، وحرضت ودعمت المجموعات المسلحة ومتمردي الجبهة الثورية لشن العمليات والهجمات العسكرية لإجهاض العملية الانتخابية وإعاقتها، فارتدت السهام إلى نحورهم، وباءوا بفشل ذريع في تحقيق المسعى والمبتغى.. واستطاع الشعب السوداني أن يقول كلمته ويعطي ثقته للرئيس البشير لدورة رئاسية قادمة، فلم يجدوا إلا المحكمة سيئة الذكر فأحيوها من بعد مواتٍ، لتخرج علينا بعد أيام بقول مردود ومدحوض وتحركات لا تحرك فينا شعرة، بغرض التشويش على انتخاب الرئيس وتنصيبه، وتريد أن تعطي رسالة خبيثة المقصد للرؤساء والقادة الذين أكدوا مشاركتهم السودان في حفل التنصيب، حتى يقاطعوا أو يعتذروا عن القدوم إلى الخرطوم الحرة الباسلة. > هذا الهدف المكشوف للمحكمة الجنائية لن يزيد السودان إلا قوةً وجسارةً وتماسكاً، وسيلتف حوله أشقاؤه وأصدقاؤه في المحيط الإفريقي والعربي والدولي، وسيعطي القادة المشاركون في حفل التنصيب من الخرطوم أقوى الرسائل بأنهم مع السودان في مواجهة الكذب والتضليل والحقد الغربي، ولن تنفع الدعاية السوداء التي تقودها المحكمة لتغيير مواقف كل صديق وشقيق ومحب للسودان. > وتعبر هذه الخطوة المرتقبة من المحكمة عن قنوط ويأس، وهي حالة هيجان طائش لا مبرر له، ولن تستفيد منه المدعية العامة فاتو بنسودا شيئاً!! فقبل أشهر قدمت هذه السيدة تقريرها لمجلس الأمن الدولي واشتكت مر الشكوى من تقاعس الأمم المتحدة عن دعمها للقبض على المطلوبين للمحكمة، ووضعت مجلس الأمن الدولي أمام خيارين، إما مساعدتها وعونها أو عدم فتح أو إحالة أية قضية جديدة متعلقة بالسودان أو غيره إليها. > إذا كانت السيدة بنسودا لا تستطيع ملاحقة مجرمي الحرب الحقيقيين في إسرائيل ومناطق أخرى في العالم هي الأكثر فظاعةً وبشاعةً، فليس من حقها استهداف السودان وتسخير محكمتها للغرض السياسي الذي تريد خدمته لصالح دول وحكومات غربية تملي عليها وعلى المحكمة مشيئتها وإرادتها.. فقد انكشفت لعبة المحكمة الجنائية ولعبها دوراً سياسياً محضاً لا علاقة له بالعدالة أو القانون ولا حتى بمن يسمون أهالي ضحايا مشكلة دارفور. > وحسب المتوفر من معلومات فإن تحركات المحكمة في غضون الأيام القادمة ستصحبها عودة أصوات ماتت من قبل، وهي مجموعات النصابين والمحتالين من منظمات صهيونية في أمريكا وأوروبا وظفت قضية دارفور لجمع الأموال الطائلة التي ذهبت لجيوب الخاصة وبعضها لدعم بناء المستوطنات الصهيونية في فلسطين، ستقوم هذه المنظمات بجمع حفنات صغيرة للتظاهر في بعض المواقع، ودعوة المحكمة والمجتمع الدولي للتدخل لتنفيذ القرارات السابقة، لكن كل ذلك سيتبدد مثل الدخان ويتلاشى في الهواء، فلم تعد هناك آذان صاغية في العالم تستمع للترهات.