قرأت في جريدة الخرطوم عدد اليوم الجمعة رقم 8308 وتاريخ 15-5-2015 أنه ستقام ورشة عمل حول نظام الكوتة ( قبول طلاب الشهادة العربية بالجامعات السودانية) وذلك في استراحة الدويش خلف سوق اكسترا بحي عتيقة – فرحت لهذا اللقاء وحزمت نفسي وكنت هناك اتوق في شغف بالغ الى الحوار والمناقشات – فوجئت بأن الحضور كان متواضعا إذ لم يبلغ الأربعين شخصا ( رجالا ونساء) !! جلسنا وبدأت الورشة التي ابتدرها أحد الدكاترة بمقدمة طويلة ظننت منها أنه سيختم اللقاء فقط على ما أدلى به ونعود أدراجنا إلا أن الدكتور مرر المايكرفون الى الى دكتور آخر الذي فذهب بنا في نفس الإتجاه مكررا ما كنا قد سمعناه مضيفا في آخر حديثة إضاءات حول الكوتة وطريقة إحتساب معادلة القبول لكن الدكتور هذه المره أعطى المايكرفون لأحد الأساتذة الذي مضى بنا على نفس الطريق مكراا ولم يأت بجديد – وكان الوقت قد مضى – فجاء دور البروفسورات حينها ظننت أننا سنسمع شيئا جديدا وطرحا مختلفا يصب في صلب القضية لكن كانت المفاجأة أن البروفسير سرد لنا وبايجاز ما تفضل به المتحدثون الأوائل ولم يزد !! والغريب في الأمر أن البروفسير الآخر الذي استلم المايكرفون ما زاد شيئا على قول زميله الذي هو قول من سبقوه
وهكذا مضى بنا الوقت ونحن نعلك في الموضوع بنفس الكلمات بنفس الأسلوب بنفس العبارات ولكن (( لكل أسلوبه)) !! في كيفية التعبير ولغة الجسد ومخرجات الحروف والإيماءات والإشارات – ثم من بعد ذلك جاء دور المشاركات من الحضور وقد جاء متأخرا جدا – ما دعى المتحدث باسم الورشة الى إختزال الزمن وتضييق الخناق على المشاركين لم يكن المشاركين بأحسن حالا ممن سبقوهم فقد علكوا هم أيضا وإجتروا نفس الكلمات والعبارات – واستثنى من أؤلئك كلهم د- جواهر التى كانت أعدت ورقة محكمة تضمنت أهم عناصر ومحاور النقاش في غير ما اسفاف وتطويل لكنها للأسف لم تمنح الزمن الكافي !!
الهرجلة ظهرت بوضوح في عدم وضع آلية لمنح فرص الحديث للحاضرين فقد تداخلت الأوراق على مشرف الورشة والهرجلة أساسا بدأت عنما أضاع السادة الدكاترة والبروفسورات وقت الورشه للأسف في تكرار الكلام لدرجة أننا اصبنا بالممل وجعل بعض الحضور يخرج من الصالة والبعض الآخر خرج عائدا الى بيته!!
كان بأمكانى أن أخرج واعود من حيث أتيت لكنني آثرت أن أبقى الى آخر الورشة علني أجد فرصة ((((لأكرر)))) مثلما كرروا!!! لكنني حتى الدقيقتين لم أجد لها سبيلا – أدركت حينها أن القضية لن تحل و أن قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نااافذ لا محالة — طالما هذا أسلوبنا في مناقشة أمر هام كهذا — أدركت للأسف أن أبناءنا سيواجهون مصيرا مظلما جراء هذا القرار الظالم الجائر — وأدركت أننا حتى وإن ذهبنا لمقابلة رئيس الجمهورية (( كما يزعمون)) لن تحل المشكلة فهو قرار سياسي —
لن أقول إني ندمت على ذهابي لكني أقول إني (( أسفت)) لما شاهدته وسمعته وأحسسته !!
صابر محمد صابر