أصبح العلاج في الخارج صرعة عربية، لأن مغني الحي لا يطرب، فعلى مدار السنة يتدفق العرب إلى العواصم الأوروبية وأمريكا، للتداوي من البواسير، ولاستئصال اللوزتين، ونتف الحواجب، ولا يدرك العرب المستشفين في الغرب، أن الأمر فيه الكثير من التجارة والشطارة، وخير دليل على ذلك أن معظم أطباء شارع هارلي ستريت في لندن، يعرفون الكثير من العبارات العربية: شلونك؟ كيف حالك؟ زين؟ ما شاللا (ما شاء الله)، بل إن بعضهم يقدم الشاي والقهوة مجانا في صالات الانتظار وهذه عادة عربية بحتة.
ولا يدرك المرضى العرب الذين يلجأون إلى أطباء الغرب لعلاج الإمساك والإسهال أن الفضائح الطبية هناك أنتن من نتنياهو، وكان آخرها في بريطانيا اكتشاف أن مستشفى يحتفظ بقلوب وأعضاء مئات الأطفال المتوفين لإجراء تجارب ودراسات عليها من دون علم ذويهم، ولما سئل الطبيب الذي عثروا لديه على ستة آلاف عضو بشري عن دوافعه، تعلل بأنه لم تكن لديه ميزانية كافية لحيازة أعضاء بشرية لإجراء التشريح والدراسات عليها، وبالتالي فعيال الناس كانوا قيد التخزين في ثلاجات المستشفى بينما تسلم أهلوهم أكياسا مليئة بالشاش وقطع القماش والبلاستيك.
واليوم أبشركم بصرعة طبية جديدة من روسيا لعلاج التهاب الكبد والسرطان، وبقية الأمراض الناجمة عن تلف الخلايا، وعليك عزيزي المريض أن تسافر إلى نوفوسيبريسك في شرق روسيا، وتسلم نفسك إلى الأطباء هناك ليطبخوك من دون بصل أو بهار، لأن طريقتهم في العلاج تقوم على وضع المريض في طنجرة، أي حلة، أي قدر به ماء مغلي إلى أن ترتفع درجة حرارة جسمه إلى نحو 43 درجة مئوية، ولأن الإنسان يموت إذا سخن جسمه بتلك الدرجة، فإنه يتم تخدير المريض بحيث لا يتأثر بارتفاع حرارة جسمه إلى 43 درجة، وهي الدرجة التي يقول أطباء نوفوسيبريسك، إن الخلايا المريضة تموت عندها ولا أعتقد أن المريض العربي بحاجة إلى تخدير لأنه قادر على تحمل أي درجة حرارة لأن جلده سميك، وبارد ولا يتبربر بالبرودة، أو يتمدد بالحرورة، وهناك في الغرب جهاز التداوي بالأوزون، وبالبقاء داخل الجهاز نحو ساعة يتخلص جسمك من الشيخوخة ولا حاجة إلى تزوير الوصفات الطبية للحصول على الفياجرا، التي بات تعاطيها شرفاً قومياً.. يأتيك صاحبك: جربت الفياجرا؟ وعليك ألا تغضب لأنه يتشكك في رجولتك وفحولتك بل تعتبره «فاعل خير»، وسيتبرع بتقديم قرص إليك، وبعد نقلك إلى وحدة العناية الفائقة سينكر أي صلة بك.
المهم أن جهاز التداوي بالأوزون هذا بات جزءاً من ديكور العديد من البيوت العربية، وهناك تقارير بأن الكثيرين أصيبوا بالشيخوخة المبكرة نتيجة لإساءة استخدام هذا الجهاز. ويتطلب التداوي بجهاز الأوزون الدخول في جوفه، ولا أفهم كيف يرضى عاقل لنفسه أن يجلس داخل جهاز أصم وأبكم ينغلق عليه! ذات مرة تشكك طبيب حاقد في سلامة بنيتي التحتية وقال إنه يعتقد أن الجزء الأسفل من سلسلتي الفقرية مهلهل ومفكك وأمرني بتصويره بشيء اسمه الرنين المغناطيسي، وفي اليوم المحدد ذهبت إلى حيث ذلك الجهاز الذي لم أكن قد رأيته من قبل، وأمروني بالاستلقاء ثم كتفوني وحشروني في جوفه، فبدأت أصيح: يمه الحقيني.. ولكنها لم تلحقني، لسبب بسيط، ألا وهو أن الجهاز عبارة عن ورشة يتدرب عليها عمال غير مهرة: طاخ طراخ.. كركرك.. كلنكلن.. وفقدت الوعي ومعه قواي العقلية… كما ابتل جسمي، ربما من إفراز العرق وربما… بلاش فضايح! لهذا فإنني أعتقد أن من يغلق جهاز الأوزون على نفسه بأي ذريعة بطل أو.. حمار!
jafabbas19@gmail.com