“يعرفون اسمك عن طريق يدك” هي شريحة تريد من يأخذ بيدهم ويعينهم على طريق الحياة الشائك، من يبصر آلام هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، رغم امتلاكهم مواهب نادرة إلا أن المجتمع يفضل فرض العزلة عليهم، بدعوى عدم قدرتهم على الاندماج في الأنشطة .

في كثير من الأحيان ينظر لهم المجتمع بعين العاطفة، وهذا يزعجهم كثيرا، لأنه بالرغم من أن العاطفة شيء جميل، إلا أنها تكون غير ذلك إذا وظفت في غير محلها، “إنهم المكفوفون” أصحاب المواهب الفذة، الذين أدهشوا الكثير بإمكاناتهم التي تحتاج للدعم والمؤازرة لمواصلة مشوارهم نحو الإبداع واستغلال إمكانياتهم.

قدرات خاصة للكفيف

جاسم المال أحد المنشدين المكفوفين الذين وضعوا بصمتهم بإصدار الكثير من الألبومات الإنشادية, التقت “العربية.نت” به في عربة القطار، أوضح أن الأقسام المحددة لهذه الفئة محدودة فتقتصر غالباً على التدريس من دون باقي المجالات مع قدرة الكفيف على العمل أغلب المجالات، كالمحاسبة عن طريق البرامج الخاصة بهم وإصلاح الكهرباء والسباكة الخفيفة .

بيد أن هناك العديد من المطالبات من المكفوفين بوجود أقسام دراسية في الجامعات للمكفوفين تساعدهم على الدراسة (العملية) كأقسام الكيمياء والفيزياء والحاسب والرياضيات، وتعليم المكفوفين بعض الحرف التي تساعد على كسب المال والخبرة ويكونوا في ركب الذين يخدمون الوطن فكثير من المكفوفين أصبحوا مخترعين أو علماء نفعوا بلادهم، ولا يكونوا عالة على المجتمع.

وبين المكفوف عبدالرحمن الغامدي أنه رغم الإعاقة البصرية فإن المكفوف يمتلك قدرات تعوضه عن نعمة البصر، حيث إن بعض المكفوفين لديهم التمكن في حفظ المعلومات لمدة طويلة ويتعرف على الأشخاص عن طريق السلام باليد والصوت ولا يمكن أن ينساه في المرات القادمة, وكذلك يستطيع المكفوف عن طريق الإحساس المرهف أن يعرف تجمل الزوجة له من عدمه بالتحسس عن طريق حاسة الشم ونبرة الصوت.

معاهد متخصصة

حيث أكد راضي الشبعان مشرف عوق بصري أن هنالك العديد من المعاهد في المملكة تقدم برامج منوعة للمكفوفين، لمساعدتهم على التكيف مع المجتمع, ففي مجال التعليم العام بلغ عدد المكفوفين المنضمين (90) طالباً في معهد النور في الأحساء, ويستهدف المعهد ذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين)، وتضم جمعية المعاقين في الأحساء أكثر من (300) مكفوفا وتقدم الجمعيات والمعاهد العديد من النشاطات المتنوعة لتطوير مواهبهم المختلفة، ولكنهم يفتقرون للدعم المعنوي فنظرة بعض أفراد المجتمع في عدم تفهمهم لاحتياجاتهم الاجتماعية والنفسية والبيئية تؤثر كثيرا على عطائهم.