خالد حسن كسلا : «الهندي» يكتب أم ينهب أم ناشر خشب؟

> سمعة الصحافة السودانية العريقة في القارة الإفريقية منذ ثلاثينيات القرن الماضي إذا لم نشر هنا إلى تاريخ دخولها البلاد عام «1904م» باعتبار أنها كانت بوقاً لسلطات الاحتلال البريطاني ضد أبناء البلد الأحرار، سمعتها تتعرض من بعض الكُتاب أمثال الهندي عز الدين ناشر صحيفة المجهر السياسي الغراء للسخرية منها، والهندي درج على أن يستضيف في زاويته بصحيفته مقالات بعض الكتاب العرب بطريقة تضليلية بحيث تجعلك تظن أن كاتب المقال هو نفسه حينما تجد له ترويجاً في رأس الصفحة الأولى بصورته واسم زاويته، وتجد اسم كاتب المقال بنفس نوع الخط دون إبراز وتسويد أسفل المقال في الجانب الأيمن.. وكأنه أحد سطور المقال لأنه في الجانب الأيمن.
> وبعد تدقيق تجد أن صاحب المقال هو الأستاذ سمير عطا اللَّه. بل حتى عنوان مقال الكاتب والذي كان أمس الأول «دراجات تطير» مروّج في المرايا.
> ليس غريباً ولا عيباً ولا بدعاً أن نستضيف مقالات أساتذتنا العرب أو الأفارقة خاصة أيام حرب الجنوب وبناء سد النهضة في أعمدتنا لكن ليس بالمنهج «النهبي» الذي يمارسه الهندي عز الدين. فهو ينهب ولا يكتب.
> إذن. ينهب بالترويج في مرايا الصحيفة يضع صورته واسم زاويته ومعهما عنوان مقال الكاتب العربي سمير عطا اللَّه. أما «سمير» فإن اسمه أسفل مقال بالجانب اليمين وببنط الخط الذي نشر به المقال.
> هل هذه الخطة للذين يتصفحون الصحيفة على عجل ولا يقرأون بدقة زاوية الناشر؟!. هل هو ناشر خشب لا يراعي لم يقرأون زاويته؟!. هل يريد أن يظن القُراء أن المقال الدسم قد خطه بنانه لثوان أو دقائق؟!. لكن ثم ماذا بعد؟!.
> ثم إن العناوين التي يختارها الكتاب العرب بالايجاز تختلف عن عناوين المقالات السودانية. وقد تأثر بها الإعلامي الكبير الأستاذ أيوب صديق أحد كتاب هذه الصحيفة فقد كان عنوان مقاله حول رحيل شيخ أبو زيد يقول: «شهادة الجنازة». وأنا لم أعهد على «الهندي» تصميم العناوين بهذا الخيال العربي الأدبي الرائع. فطبيعة تفكيره في صياغة عنوان المقال تميل إلى الخطاب المباشر. والخطاب المباشر لا يحتاج لكاتب محترف يمتهن الكتابة طبعاً.. فكل خريج جامعي يستطيعه باقتدار. لكن الظروف أحياناً تساعد بعض الناس في أمور تحتاج إلى ما لا يملكونه ودائماً رزق اللَّه واسع والشاعر يقول:
لو كانت الأرزاق تجري على الحجر
هلكن إذن من جهلهن البهائم
> الطامة الصحفية الكبرى في أن زاوية «الهندي» شبه اليومية صاحبها ناشر الصحيفة ورئيس مجلس إدارتها وقد أسس قبلها صحيفة مع ناشر وصحفي كان هو رئيس تحريرها وقد ضعف توزيعها بعد أن غادرها هو. فهو صاحب قلم تسويقي بالفعل نظراً إلى أن أغلب قراء الصحف يشبع أمزجتهم الأسلوب البسيط الممزوج بلهجة السخرية حتى ولو كان مجافياً للمنطق والموضوعية.
> فقيمة الأنس فيه يكفي أن تكون هي الأعلى عند أغلب القراء.. وهذا يفي باستحقاق التسويق.
> لكن مثل هذا الناشر لصحيفة «فاتت الكبار والقدرها» لا يليق به أن يتعامل مع استضافة مقالات الكتاب والعرب بهذه الطريقة التحايلية. الكاتب صعب المراس حسب معرفتي به، وهو يدعي ملك الحقيقة بطريقة الخوارج مع الفارق.. فلو كان صاحب أذن صاغية للنصح لأرسلت إليه هذه الرسالة بتكتم، لكنه يزن الناس بموازين لا أتفق فيها معه، والبركة في صحيفته الأنيقة المتميزة.
غداً نلتقي بإذن اللَّه

Exit mobile version