ليس كل أصفراَ لامعـاً ذهباً

للإنسان أكثر من شخصية

عندما تعيش عن قرب مثلا مع أحد أساتذتك أو طبيبك أو مديرك أو شخصية لها مكانتها الاجتماعية أوالسياسية أوالوظيفية تكتشف هذا الإنسان له أكثر من شخصية تمثله لأن فى الظاهر أنت تقابله فى موقع وظيفته وهو فى دور شخصيته الوظيفية لكن له شخصية أخرى أسرية ومجتمعية وخاصه والخاصه هذه تتمثل مع زملائه أو من يحب أو من أعلى منه وظيفة .

الشخصية التى تشاهدها متسلطة وحازمة فى مجال الوظيفة تكون شخصية ضعيفة ومتهاونة وهزلية فى وقت ما ومكان ما . لهذا لا تحكم على الشخصية من خلال ما يجمعك بها فقط أو من خلال وظيفتها أومكانتها أو لبسها أو ما يتبعها من حاشية لكن عليك أن تراها بكل الزوايا وتضع لها تصور كامل حتى تستطيع أن تتعامل معها . ومثال ذلك مديرك فى العمل بعضهم تجده طيب ومتواضع ومتفهم والبعض الآخر لا تستطيع أن تقابله الا بموعد وبواسطة السكرتير ويتعامل معك بكل حزم وتعالى وعزة نفس لانه فى مجال العمل ويظهر لك شخصية المدير الناجح الحازم حتى لا تجد فرصة لتتحدث معه . لكن أذا سمحت لك الظروف و قابلت مديرك خارج دائرة العمل أو شاهدت عليه موقف مع اصدقائه أصبح مكشوف لديك وسهل التعامل معه وربما تصبح طلباتك مقبولة .

بعض الشخصيات التى تراها متسلطة تجد تسلطها فى البيت أو العمل أو العكس وبعضهم يحاول أن يظهر لك الشخصية الانيقة المتحدثة بلباقة لكن فى مكان آخر تجده يتحدث ببساطة من غير عناء وبحديث عامى ( دارجى) ويتغير فجاءة اذا وجد من أعلى منه وظيفة . شاهدنا شخصيات كانت ليس لها شهره أوتأثير كبير سوى فى مجتمعها الصغير أو الكبير لكن بفضل الله استطاعت أن تبنى نفسها وتجعل لها مكانة فى المجتمع وبعضهم خدمته الظروف وأصبح يشار له بالبنان بعد أن كان يبحث عن من يجلس معه . المتابع للتطورات السودانية والاحداث السياسية يشاهد بعض المشهورين على الساحة اليوم كانوا فى مستوى أى مواطن عادى لكن خدمتهم عوامل عدة جعلتهم يتحدثون على شاشات التلفاز وتضع لهم الدول اهمية وبعضهم ساعدته الحكومة فى الشهرة حتى اصبح فى أعلى الوظائف الرئاسية ثم تمرد عليها ليتحدث بحقوق مواطنية وهو بعيد عنهم ولم يخدمهم عندما كان فى السلطة أو يتطاول على الشعب بالفاظ لا تليق بمكانته ومستواه الوظيفى لكن هذا هو واقعه . ولا تستغرب من تصرفات تلك الشخصيات إذا وجدتهم فى حفلة غنائية او جلسة سمر او أمام بائعات الشاى لانهم يمثلون شخصية المكان والزمان والمناسبة .

لهذا الاسلام اخبرنا بأن ننظر للإنسان الى قلبه وهو محل الإيمان الذى لا يتغير أذا كان صادقا فى إيمانه ونظرتنا تكون من خلال استقامته وتقواه وخوفه من الله والمحافظ على واجباته الدينية ومثل هذا لا يغريه المنصب ولا المال ولا الملبس ليتفاخر ويتعالى به ويظل بإيمانه فى تعامله فى عمله و بيته و أصدقائه والمناسبات بنفس التعامل والاخلاق والطيبة والتواضع . لهذا ليس كل اصفرا لامعا ذهبا .

Exit mobile version