*النزاعات القبلية في السودان قديمة وكانت معروفة الأسباب خاصة النزاع بين القبائل الزراعية والرعوية حول المرعى والماء‘وكانت هذه النزاعات تحل بحكمة الكبار من النظار والأعيان الذين كانت كلمتهم مسموعة حسب الأعراف السائدة وسط القبائل.
*للأسف تعمقت النزاعات القبلية وازدادت بعد التقسيمات الإدارية التي أضعفت سلطات الإدارة الأهلية وأججت الفتن القبلية التي أستغلت سياسياً وتم تعزيزها بالسلاح الذي أصبح وقوداً لهذه النزاعات.
*نقول هذا بمناسبة عودة التوترات بين قبيلتي المعاليا والرزيقات لكن ليس للأسباب القديمة المعروفة وإنما بسبب التقسيمالت الإدارية وتداعياتها التي قوت بعض القبائل على بعضها.
*إن معالجة مثل هذه النزاعات لايمكن حسمها بقوة السلاح‘ مع غياب حكمة النظار والأعيان الذين كانوا يعالجون الموقف بمؤتمرات الصلح والأجاويد وكانت قرارتهم تنفذ وتحاصر الفتنة قبل أن تستفحل.
*إن فض النزاعات يحتاج لمعالجات إدارية لتسوية التقسيمات الإدارية الظالمة‘ كما يحتاج لحكمة االكبار لتهدئة النفوس ومحاصرة أسباب الفتن وملافاة تجددها مستقبلاً.
*تحفظ الذاكرة السودانية لنظار القبائل دروساً من الحكمة وحسن التدبير في معاجة النزاعات القبلية‘ وقد سجل الدكتور الحاج سالم مصطفى في كتابه”دار حمر – دروب وظلال على الرمال” كيف عالج الناظز بابو نمر ناظر المسيرية النزاع الذي كان بينهم وبين الحمر.
*أورد الكتاب حوار الحكمة بين بابو نمر وبين ناظر الحمرأبو دكة الذي سأل بابو نمر عن أسباب النزاع فيما بينهم فقال بابو نمر: إنتو مالكم جمال ونحن مالنا بقر .. البخليك تداوسني عشان شلت البقرة تكتلوها بالعطش لأنه ماعنكم ليه ألمي‘ وكان أنا شلت جمالك بوديهم هناك الضبان بقتلهم.. أها بنموت عشان شنو ؟!!.
*هذا الدرس نقدمه لأهلنا المعاليا والرزيقات لوقف تداعيات الموت المجاني الذي يضر ولا ينفع‘ ونقدمه لمن يهمه الأمر لتكثيف المعالجات الإداريةالتي تعزز أجواء التعايش القديم بين القبيلتين بعيداً عن الظلم والإجحاف.
كلام الناس
noradin@msn.com