*وإذ نخترق شوارع الحي الراقي أُبدي لزميلي رغبةً في (فنجان قهوة)..
*ثم أشير إلى (ست شاي) تحت ظل شجرة فيقول ضاحكاً ( معقولة بس؟!)..
*و(المعقول) – في نظره – هو مقهى ذو أشجار وريفة يصادفنا عند التقاطع..
*تقاطع شارع (الرياض) الجانبي هذا مع شارع (الستين)..
*ولكن ما بداخل المحل الأنيق هذا لم يكن (معقولاً) أبداً..
*فقد فوجئنا بأن الذي يجلس إلى طاولة الاستقبال هو أجنبي من دولة مجاورة..
*وأن المكلف بالمهام (الأمنية) أجنبي أيضاً..
*وأن اللاتي يقمن بـ(خدمة الزبائن!) هن من الدولة ذاتها..
*وليست الـ(لا معقولية) في الذي ذكرنا هذا بالطبع..
*فعاصمتنا صارت تعج بأجانب (يسترزقون) من محال الأطعمة والحلويات والمشروبات..
*فهناك السوري والفلسطيني واللبناني والمصري والأثيوبي..
*ولكن الـ(لا معقول) هو أن تستقبلك فتاة ذات (مثلثين!) ؛ أحدهما علوي والآخر سفلي..
*وأن تقودك عبر غرف تفوح منها روائح العطور والبخور و(السفور)..
*وأن تتثنى أمامك – عمداً – بحجة تنظيف المائدة إلى حد أن تغمض عينيك كيلا (ترى!!)..
*وأن تسألك بغنج مقزز عن الذي (تريد!)..
*ثم هذا كله (كوم) وما شاهدناه في إحدى الغرف (كوم لوحده)..
*فقد كن طالبات ينتسبن لجامعة ذات (زي موحد) للبنات..
*جامعة حديثة – نسبياً – قياساً إلى جامعاتنا العريقة المعروفة..
*جامعة ذات (توجهات) مستمدة من وحي (المرحلة!)..
*كن يتعاطين الشيشة بمزاج عالٍ وضحكاتهن لا محل لها من (الإعراب الدراسي)..
*والوجوه قد غاصت في لجة دخان يتمايل ويتماوج و(يتثنى) كحال مضيفتنا تلك..
*وعندما أبصرننا عبرن عن حيائهن – أو ما بقي منه – بزخاتٍ من سعال مصطنع..
*ولحقت بنا مضيفتنا – ذات مثلثيِّ برمودا – تسألنا عن سبب مغادرتنا العجلى ..
*تسألنا بعامية سودانية (تتثنى)- هي الأخرى- دلالة على حداثة العهد بها..
*ويطالبنا مسؤول الاستقبال برسوم (دخول!!)..
*فالمهم أنك (دخلت) المحل وإن لم (يدخل) فمك شيء..
*أو إن لم تدخل أنت في (الأجواء!)..
*وكدنا أن نفهم (لغة الطير) – على أفرع أشجار المدخل – أكثر من فهمنا لمنطق الأشياء بالداخل..
*وأكثر من فهمنا لكثير مما تشير صحافتنا إلى (النذر اليسير!) منه..
*وأكثر من فهمنا لشعارات تتماوج في (السماء) – كما الدخان- مقارنة بالذي يحدث على (الأرض)..
*ومعروفةٌ الطرفة التي يقول صاحبها (والله ما باقي ليك إلا تسفي السعوط)..
*ومع استبدال النشوق بالشيشة (تنضبط) خاتمة كلمتنا هذه تماماً..
*ثم لا تضل طريقها وسط (دخان تلكم الغرفة!!!).