تضاربت حصيلة ضحايا المواجهات العنيفة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات، والتي اندلعت، الإثنين، بمحلية أبوكارنكا في ولاية شرق دارفور، واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وسط أنباء عن مقتل وجرح المئات من الطرفين، بينما بدأت الحكومة ترتيبات لإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة للحيلولة دون تجدد القتال بين الطرفين.
وأفاد مسؤول حكومي رفيع المستوى في الخرطوم “سودان تربيون” أن السلطات الأمنية بدأت تحضيرات فعلية لإرسال قوات عسكرية وصفها بالضخمة للحيلولة دون تجدد المعارك في الساعات المقبلة، وأكد المسؤول توقف القتال حاليا بالمنطقة لكنه لم يكن قادرا على إعطاء رقم محدد للضحايا لافتا الى تعذر الاتصال بشرق دارفور، بسبب انقطاع شبكات الإتصال.
وقالت مصادر مطلعة لـ”سودان تربيون” إن الحصيلة الأولية للقتال الضاري تشير لسقوط أكثر من مائة قتيل من الطرفين بجانب مئات الجرحى.
وأفادت مصادر في قبيلة الرزيقات أن 93 من المعاليا قتلوا أثناء المعركة الدامية، فيما أكدت قيادات في قبيلة المعاليا صدهم لهجوم الرزيقات وقتل 33 منهم.
ونقل مراسل “سودان تربيون” أن 18 من قبيلة المعاليا لقوا حتفهم، وجرح 46 آخرين تم نقلهم الى مستشفى عديلة، المعقل الثاني للقبيلة بعد منطقة ابوكارنكا.
وأشار الى ان الرزيقات فقدوا في المعركة 9 قتلى بينما نقل ما لا يقل عن 80 جريحا الى مستشفى الضعين.
ونقل المراسل عن شهود عيان أن عشرات الجثث لا زالت ملقاة على أرض المعركة.
من جهته أبدى المنسق المقيم ومنسق الشؤؤن الإنسانية بالإنابة في السودان قيرت كابلري بالغ قلقه من التقارير التي تتحدث عن إندلاع قتال قبلي في محيط مدينتي ابوكرينكا وعديلة بولاية شرق دارفور.
وقال قيرت كالبيري في بيان تلقته “سودان تربيون” “اشعر بقلق شديد لإندلاع القتال، أن هذه المدن مليئة بالمواطنين ومعظمهم من النساء والاطفال والذين يحاولون العيش في سلام، ويجب ألا يدفع هؤلاء ثمن تجدد النزاع. وهنا أود أن اذكر كل اطراف النزاع بان لديهم إلتزام بحماية المدنيين وان يسمحوا لهم بالحصول علي المساعدات الإنسانية دون قيود”.
وأضاف كابلري “أدعو كل الأطراف إلي إيقاف القتال علي الفور، وأن يعملوا علي تفادي تصاعد النزاع، وأن يدعموا جهود الوساطة لحل أسباب هذا النزاع عبر الطرق السلمية”.
ونزح 120.000 من المدنيين في هذه المنطقة نتيجة للنزاع القبلي الذي اندلع في اوائل شهر اغسطس من عام 2013.
من جهته إستنكر حزب الامه القومي تجدد الاشتباكات بين قبيلتي الرزيقات المعاليا مما أدى لقصف مدينة ابوكارنكا بالاسلحة الثقيلة وتدمير عدد من منازل المواطنين العزل كما خلف عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
وحمل الحزب في بيان المسئولية كاملة لحكومة المركز وإتهمها بتسليح المتفلتين من القبائل بالاسلحة الثقيلة وتجهيزهم بوسائل الحركة السريعة تحت مسميات مختلفه كمليشيات تابعة لها، كما حمل حزب الامة المسؤولية لحكومة ولاية شرق دارفور بوقوفها موقف المتفرج العاجز إزاء ما تم دون ان تحرك ساكنا لردع القبائل وحقن الدماء.
وتجئ تلك التطورات برغم إعلان والي ولاية شرق دارفور قبل يومين، رصدهم حشودا للقبيلتين يمكن أن تؤدي حسبما قال الى أعنف اشتباكات من نوعها بين الطرفين.
وأكد أن حكومته دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة عازلة الى المنطقة للحيلولة دون انفلات الوضع الأمني، مشيرا إلى أنه شكل لجان مشتركة تضم سياسيين ورجال إدارة أهلية لإقناع المحتشدين وتفريغ المعسكرات قبل أنفجار الأوضاع بين القبيلتين.
وكشف مصدر مأذون لـ “سودان تربيون” السبت الماضي، أن الحكومة المركزية خصصت كتيبتين من القوات العسكرية بقيادة لواءين من خارج مكونات ولايات دارفور سيتم نشرها بالمنطقة، موضحا تخصيص طائرتين حربيتين لمراقبة الأطراف.
شرق دارفور 11 مايو 2015 ـ سودان تربيون