برغم ما تعرضت له آلية الحوار الوطني من تناقص في حجمها ووزنها بسبب الانسحابات و(الفركشة) التي حدثت في الفترة الماضية، وبرغم الأذى المعنوي الذي واجهته لافتة الحوار من أحكام إعلامية تقطع بموتها وموت الآلية؛ إلا أن آلية السبعتين أكدت في آخر اجتماع لها يوم السبت أن قلبها ينبض وعقلها يعمل وأنها من الممكن أن تتعافى وتعود لأداء دورها..
ثبت ذلك من خلال الموقف الكبير الذي صدر عن اجتماع الآلية الصغيرة يوم السبت برفضها لمنهج إقامة الحوار بمن حضر.
وكنا قبل أيام قد بعثنا برجائنا للآلية وللحكومة عبر مقال بعنوان (حوار الفرقاء أم الحلفاء؟) وطالبناهم بأن يبتعدوا عن هذا المنهج والمنطق الذي يمكن أن يكون مقبولا ًفي الانتخابات لكنه ليس معقولاً ولا مقنعاً لأحد في قضية الحوار، لأن فعالية الحوار وتأثيره تشترط أن تجمع طاولته أطراف الخلاف..
موقف الآلية التي تضم في سبعتيها المؤتمر الشعبي والحزب الحاكم وبعض الأحزاب الحليفة غض النظر عن أحجامها، لكن بعد هذا الموقف لو نجحت الآلية في إقناع الأحزاب الأخرى بالانضمام للحوار فإن هذا المهمة وحدها ستضاعف من حجم ووزن تلك الأحزاب وتأثيرها ودورها التاريخي.. ولن يتجرأ أحد بعد نجاحها في ذلك على وصفها مرة أخرى بأحزاب الفكة.. لأنها ستكون قد فعلت ما عجر عنه الكبار وحققت وجودها وأثبتت أنها فعلا ًأحزاب وطنية أكبر من تصورات الناس حولها..
في ثقافتنا حين كنا طلاباً نترك آخر قرش أو جنيه من مصروفنا داخل (المحفظة) نتفاءل به ولا نتصرف فيه ونسميه (خمارة الجيب) باعتقاد – غير جازم طبعا – بأنه يختمر ويزيد ويتضاعف مرة أخرى..
يجب أن تتمسك الآلية بهذا الموقف الصحيح وتمضي في محاولاتها بكل إصرار لضم الآخرين للحوار لتدخل التاريخ بحجم ووزن سياسي ووطني جديد.. لأن الحوار المكتمل هو طريق الحل ولا شيء سواه.. والكبير هو من ينجح في جمع الفرقاء.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.