ما من وجع سكن أوصالي واندفن بداخلي كوجع رحيل أخي الشهيد ملازم أول (جلال موسى الصديق) الذي أطفأ في داخلي أنواراً للسعادة كانت تخصه في منازل الحياة المختلفة- كنت حفية به كلما كبر وازداد أياماً في العمر.. سعادتي به جعلتني كثيراً ما استلب أمي حق أمومتها له فهو بجانب الأخوة ابني وحبيبي.. بالأمس القريب أصدر (السيد/ رئيس الجمهورية المشير عمر البشير) قراره رقم (237) لسنة 2015م بترقية شهداء القوات المسلحة وكان «حبيبي الشهيد جلال» من ضمنهم .. لم استطع أن أحبس الدموع أو أسد مجراها.. وتمثلته حياً بيننا وتجبرت على قساوة المشهد وذهبت لبائع الحلوى اشتري «حلاوة ترقيته» فهو هناك قد حصل على أعلى المراقي والمراتب.. كانت دهشة البعض غريبة وهم يروني أوزع عليهم هذه (الحلوى) المختلفة الطعم والشكل.. ولسان حالي «الجواني» يقول «أخي البطل.. تحايلنا على صورتك بالبرنامج الجديد وألبسناك دبابير الترقية.. غلبنا نقول دقر يا عين.. يا حليلك مع الداخلين ويا حليلك مع المارقين.. والحمد لله رب العالمين».. منذ ذلك اليوم الذي اختارك فيه الله التاسع من ديسمبر من العام السابق ونحن نجاهد الصبر ونلوك التحدي أن تعود الحياة كما كانت بوجودك، فقدناك وفقدنا رجلاً من المستقبل المشرق.. صدقني ما أصابك ما كان ليتخطاك وألف تحية لك وأنت ترقد في تلك المقبرة بطلاً والرجال لا يموتون إلا وهم واقفون.. هنيئاًَ لك بهذه الميتة الشجاعة.. أخي.. أمي من بعدك تحزن- تألم ولكن في الختام لا تقول إلا ما يرضي الله.. شكرنا يمتد لرفقاء سلاحك بالفرقة التاسعة المحمولة جواً وهم على مستوى شخوصهم لم يحسسونا بأنك غائب يوماً، تمتد زيارتهم لأمي بصورة راتبة أفراداً وثنائيات فشكراً لوفائهم لفتى كان بالأمس إلى جوارهم نابضاً بالحياة والعزيمة والشكيمة.. جميل القسمات والمحيا.. ابن البحر والجروف واللوبيا .. شكراً لكم على دوام الوفاء ولين الخاطر وربي يحفظكم .. أعرف أن اجترار الحزن يفتق الألم وينكأ الجروح، ولكن بعض منه مهم من أجل التعافي من شظايا الأحزان ومجاهدة النفس.. (جلال) ما زلنا في حالة تواصل معك على أنك حي لم تمت.. فتقبل قليلاً مما نقوم به لك من دعاء ورجاء لله عز وجل أن يرحمتك وأن يبرد كبد أمي عليك.. ونشكر كل هذا الشعب النبيل الذي انفعل برحيله فرداً فرداً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الواتس ساب والفيس بوك.
آخر الكلام:
ذهب جلال شاباً نضراً وترك سيرة طيبة نفتخر بها لا نملك للسودان أعز منه فداءً ووفاءً.. إنه (جلال موسى الصديق) ابن هذا الشعب النبيل.
«مع محبتي للجميع»..