> ينبغي على كل الحادبين على الأمن والاستقرار، قبل الحكومة وتحركاتها وتحوطاتها، أن يتحركوا بالسرعة الكافية لحقن الدماء ووضع حد للنزاع المتطاول والقديم المتجدد بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا. فقد فات زمان الجلوس بعيداً والتفرج على الدماء تسيل والأرواح من الطرفين تزهق والديار تخرب والفتنة تتمطي وتتطاول بعنقها المشؤوم..
> بكل صدق.. يجب على أبناء القبيلتين الرزيقات والمعاليا وقياداتهما التحرك الفوري للجم الاقتتال ونبذ الفتنة حتي لا تقضي على الأخضر واليابس بينهم، وتفويت الفرصة على من يريد مزيداً من الأشلاء والدماء بين أبناء المنطقة الواحدة وجيران ظلوا يعيشون معاً لعهود طويلة قبل أن يدب الخلاف ويسعى بينهم المشاءون بنميم، وتحل الفتنة بوجهها الكالح لا تُبقي ولا تذر..
> إذا كانت القيادات السياسية والأهلية والوجهاء من أبناء القبيلتين، أصابهم العجز عن احتواء هذا الخلاف ومنعه من التمدد أكثر، فعلى الدينا السلام، فلا يجدر بهم أن يكونوا قيادات على أهلهم، فما قيمتهم إن لم يجنبوا أهاليهم والأبرياء والأيامى والمساكين من الرجال والنساء والولدان والشيب والشباب خطر الصدامات والموت الجماعي؟؟.
> ما يجري في مناطق الرزيقات والمعاليا، أمر خطير للغاية يستوجب تدخل العقلاء والدولة معاً، وإلا فإن النتائج وخيمة للغاية والخسران سيكون كبيراً وستُنبت الأرض أحقاداً ومأساة يزول محو القمر ولا نزوم وستبقى عاراً الى نهاية الدنيا لنا جميعاً، ونحن نرى الموت يرفرف بجناحيه في كل القرى والأرياف والبطاح المشتركة، ونرى الشيطان ينزغ بين أهلنا ويدفعنا لتخريب بلادنا ولا يحرك ذلك فينا شعرة.!! هذا هو العيب والخيبة على وجوهنا جميعاً إن لم نبادر اليوم قبل الغد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..وإزالة البغضاء والشحناء ومحو هذه العداء الطائش من القلوب والصدور..
> هذه دعوة لكل الصادقين والصابرين من أبناء القبيلتين أولاً، لترك كل ما في الدنيا من مشاغل والتوجه إلى أهلهم وديارهم مهما كانت الظروف والملابسات للعمل على وضع السلاح والبدء الفوري في ترتيبات من شأنها التوصل لتطبيق الحل النهائي المتفق عليه وتجسير الهوة بين الطرفين ورجوع الحياة الى طبيعتها كما كانت ونسيان الماضي وتمتين الأواصر ورتق الفتوق التي خلَّفها الخلاف بكل قبحه وآلامه وجراحه.. فلا خير في المتعلمين والمثقفين وقيادات أبناء القبيليتن إن تركوا الطيش والتهور والتفلت يقود القبيلتين إلى الولوغ في دم بعضهم البعض، وإشعال نيران التشفي والحقد والتجرع من كؤوس الموت الزؤام..
> وفي هذه الساعات التي يحلق فيها الشر فوق سماء المنطقة دافعاً شبابها ورجالها إلى فوران الضغينة وتسري فيها سموم الانتقام، على الحكومة أن تبسط هيبة الدولة وسلطانها بقوة وتضرب على يد كل من يتجاوز حده أو يعتدى على غيره، فإذا كانت الحكومة قد رعت الصلح بين الطرفين لمدة تقارب الشهر في محلية مروي، بحضور كل الأجاويد وزعماء القبائل من أهل السودان، فعليها أن تكون أكثر حزماً وحسماً في إدارتها لهذه القضية، فإن لم تستطع إلزام الطرفين بما اتفق عليه، فعليها تطبيق القانون وتأمين حياة المواطنين من الجانبين، وتسهيل الحياة وطبيعتها في المنطقة وتمكين أجهزتها ومؤسساتها من العمل بفاعلية على تطبيع الحياة العامة وإخضاع كل من يخرج على سلطتها ورده إلى جادة الطريق.
> وقد يقول قائل إن اتفاق مروي رفضه طرف دون الآخر ولا يمكن إجبار الرافض على قبول ما لا يرى فيه مصلحة له، لكن مثل هذه الأمورلا يمكن أن نترك حبالها على الغارب ولا نحلها هناك بدائل لدى الدولة لاستباب الأمن وتخفيف روح العدواة وصناعة الظروف الملائمة حتي يجنح الرافض للسلام، العمل الفوري على حل هذه القضية وفي مقدمته فرض الأمن والسلام هو الخيار الوحيد الذي يترافق معه تحرك أبناء القبيلتين وجميع أهل السودان لحقن الدماء بين الإخوة الأعداء..