الحكاية التي نعرض لها اليوم مثيرة للحنق والدهشة معاً.. فهي مزيج من (الحقارة) والظلم.. والمؤسف فيها أن أصابع خفية من أبناء بلادي تلعب دوراً بارزاً في استغلال وإذلال إخوة لهم من بني جنسهم تحملهم ذات الأرض وتظلهم ذات السماء.
والمشهد الأول في هذا السيناريو البغيض يلعب فيه دور البطولة (محتال عربي) شاب، لا فرق إن كان من آل (الكليبي) أو (القحطاني)، ولا يعنيني سعودياً كان أم قطرياً، فهو يظل غامضاً وأبرز ملامحه التي يوظفها للنيل من ضحاياه ذلك (العقال) الذي يعلو رأسه الأصلع بنظارته الطبية وجلبابه ناصع البياض، وتلك الحاشية (السودانية) التي تحوطه وتبجله وتمنحه هالة من الوقار والأهمية تجعل الهدف يسقط سريعاً في شرك الثقة والانبهار والتقدير استناداً على خلفية احترامنا الفطري الكبير لكل أهل الخليج وانطباعنا الراسخ عن كونهم (مشايخ) ورجال أعمال وأصحاب أموال!!
هكذا سقط بطلنا الراوي الذي استجار بنا في براثن هذا النصاب العتيد الذي يمارس لعبته الدنيئة بدم بارد ويتفنن في اختيار ضحاياه الذين في الغالب يدخل معهم في صفقات تجارية كبيرة بأموال طائلة ويستغل بساطتهم وعشمهم ليحرر لهم شيكات بلا أرصدة، ثم يظل يلهو بهم ويراوغهم ويسلمهم لخسائر مادية ومعنوية مؤلمة، وهذا ما حدث تماماً مع المتظلم الذي اشترى منه ذلك المحتال آليات ثقيلة وحرر له شيكاً بأكثر من مليار جنيه ثم توارى عنه وباع الآليات بنصف الثمن لمشترٍ آخر حسن النية!! وعندما بدأ صديقنا إجراءات المطالبة القانونية بدأت رحلته مع العجائب.. رجال شرطة فاسدون يبيعون ذممهم في الوقت الذي يحاول فيه قيادات هذه القبيلة الشرطية إحداث تغييرات إيجابية في جميع المناحي، وكلما ألقي القبض على هذا المحتال فوجئ ضحاياه بوجوده خارج الحراسة، متمرغاً في النعيم والعربدة ومحاطاً بحماية النافذين الذين يوفرون له كل سبل الراحة والحماية وحتى وسائل والحركة !!
ترى.. أين القانون من ذلك؟ وأين السفارة المعنية بهذا الوافد الذي يقتات من دم الكادحين من أبناء جلدتنا بكل صلف وغرور وبدم بارد وهدوء مقيت!!
إن حكايات هذا الفتى متعددة وطويلة ومعروفة.. وأصبحت مريبة وممجوجة ولا نهايات واضحة لها.. وكأنما هناك العديد من المستفيدين من تعطيل الإجراءات والإبقاء عليه حراً طليقاً ليرتفع معدل ضحاياه أكثر ويجمع المزيد من الأموال.. وللعلم فإنه يتفنن في كل المجالات ما بين الآليات إلى مصانع الأدوية والأراضي الزراعية وغيرها.. وقد وردت معلومات تفيد بأنه بصدد الاتفاق على قروض بنكية لم يحظ بها من يستحقونها فعلياً من شبابنا المغلوب على أمره!!
لقد وقفنا على تفاصيل حكايات هذا المحتال (ح) من مصادرها وبالوثائق.. وسنظل نتابعها عن كثب بكامل التضامن مع أبناء بلدنا المشهود لهم بالأمانة على الصعيد العربي.. ولن نقبل إن يلهو هذا الفتى العربي الجائر بهم.. والأمر مرفوع لقيادات النيابة والشرطة والسفارة السعودية تحديداً.. وننتظر التوضيح والإجراء اللازم ليستعيد كل ذي حق حقه، ولن نقبل يوماً أن نقع فريسة الاحتيال وعقدة (العقال).. ولن نسكت عن المطالبة بحقوقنا وكرامتنا.. ولن نكون إلا أعزاء في بلادنا.. ولنا عودة!
تلويح:
ستدرك قريباً أيها المحتال.. أن (العقال) لا يعني شيئاً للرجال الذين يرتدون (الشال)!!