يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء المقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في البيت الأبيض، والقمة الأميركية – السعودية ستكون هي الأولى في واشنطن منذ تولي الملك سلمان الحكم، وكانت قمة سابقة عقدت في الرياض، كما أنها تأتي قبيل القمة الموسعة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وبيعد زيارة الرئيس الفرنسي للرياض ما يشيء إلى مشاورات إقليمية ودولية واسعة تنشط خلالها الدبلوماسية السعودية لإيجاد تسوية لأزمات المنطقة وعلى رأسها اليمن، وهو الملف الذي يحظى بتوافق بين واشنطون والعواصم الخليجية، ولكن دول الخليج في القمة المرتقبة مع أميركا ستسعى إلى الحصول معلومات واضحة من البيت الأبيض تزيل بها الغموض والمخاوف من التقارب الأميركي الإيراني بشأن الملف النووي.
وتشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن القيادات الخليجية وفي مقدمتها القيادة السعودية تريد من الإدارة الأميركية ليس مبادرة أمنية خاطفة ومساعدات وصفقات عسكرية ومنظومات دفاعية، بل تريد تأكيداً واضحاً وصريحاً وعملياً عبر قرارات حاسمة وطويلة المدى بعدم السماح لإيران بإنجاز أحلامها في التوسّع الإقليمي أو بتطوير سلاحها النووي لتهديد الآخرين أو تخفيف العقوبات والضغوط السياسية والاقتصادية عنها مما يعطيها مجالاً أكبر لدعم أطراف عربية تعمل لها بالوكالة في اليمن، سوريا والعراق ولبنان.
ومن جانبها، فإن إدارة أوباما ظلت للأسابيع الأخيرة تحشد نفسها على كل المستويات لما يمكن تسميته (المنازلة الكبرى) المنتظرة في كامب ديفيد مع القادة الخليجيين. فقد سرّبت تقارير بأن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات اجتمعوا لبحث الملفات التي ستكون على الأجندة. وكانت تقارير قالت إن وزير الخارجية كيري “سيقدم خلال لقائه مع نظرائه الخليجيين، حزمة من القرارات التي تأمل إدارة اوباما أن تكون مرضية للشركاء الخليجيين الذين كما ذكر تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز) لوحوا بتخفيض مستوى مشاركتهم في القمة إذا لم تكن النتائج مرضية لهم”. ما يرشح من معلومات عن مشاورات الكواليس التي تجرى راهناً في واشنطن يشير إلى أن الإدارة الأميركية تدرس مجموعة من الخيارات العملية لطمأنة الحلفاء (أمنياً وسياسياً) ضد أي تهديد أو أية إجراءات إيرانية توسعية محتملة تهدد الجوار الخليجي.
على مستوى العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، فإن زيارة الملك سلمان للبيت الأبيض تأتي عقب تعيينه السفير السابق للملكة في أميركا عادل الجبير وزيراً للخارجية خلفاً للوزير سعود الفيصل أقدم وزير خارجية في العالم بعد أن طلب إعفاءه من المنصب، ويعد الجبير خبيراً بخبايا العلاقات بين الرياض وواشنطون، ومن شأنه أن يدفع بها إلى آفاق أرحب خصوصاً في الموضوع الإيراني.