انسل بهدوء وإرتدي لامة الحرب وعروسه مندهشة كيف يفعل ذلك وهما لايزالان في شهر العسل.!!
ادركت عندها انها تأتي في المقام الثاني بعد (الواجب)
لم تكــــن تدرِ ان له موعداً آخر ابدي وانها لن تراه مرة اخري الي الأبد
عند هجـــوم قوات العدل والمساواة علي أم درمان 2008 …ولم تستطع القوات الامنية المتقدمة أن تحبط محاولتهم أو تكسر عظم قوتهم وانسلوا جهاراً نهاراً..!
هنا ضربت صفارة (الكبسة) بسلاح المهندسين علماً ب أن آخر مرة ضُربت كانت أبان الحرب العالمية الثانية ..!
إمتشق النقيب حمودة علي دلمان سلاحه وإندفع وجنوده مدافعين عن مدينتهم وسلاحهم حيث تحولوا في لحظة واحدة من (التعمير الي التدمير) شعار سلاح المهندسين
سقط جريحـــــــــاً ..وما لبث كثيراً حتي سافرت الروح الي بارئهــــــا
وعندما أجلوه للسلاح الطبي وتم إرقاده بحنو ..وعندما تم خلع (بوته) هالهم منظر (الحناء) السوداء كليل بهيم التي تغطي أرجله وإنتبهوا لباقيها وهي تغطي أيديه ..
صاحت ممرضة(يا ود أمي) في حزن وإستغراب
ونادت باقي الممرضات والحضور لكي ينظروا لهذا الشهيد العريس والذي يحمل ثلاث نجيمات علي كتفيه ورأوا (الضريرة) وهي مختلطة بشعر رأسه وقد كانوا يظنوها مجـــرد (تراب) من أرض القتال !!
وكان مزيج عجيب (دماء وعرق وضريرة وحناء وسكون تام وملامح ابتسامة رضا)!!
وبصعوبة بالغة تطوع أحدهم لكي (يربط أرجله وأياديه )
ودفن ورائحة (الكبريت) تفوح منه. ..
وصل الخبر الحزين لوالدته حاجة (التومة) في سنار التقاطع حي المثلث حيث مسقط رأسهم ..ولم تصدق وقعه الأليم ..فقد كانت تلقي عليه (الشبال) في حفل العرس قبل أيام خلت والأهل والحبان لايزالون متواجدين معها والسعاده تملأ وتغطي منزلهم وبشارات أهلها تغمرها للمرة الثانية بعد أن تخرج من الحربية والبسته دبابيره بيديها..!كيف تحول القول من (مبروووووك ) الي (الفاااااااااااتحه) والبركه فيكم …!!
آخر مرة ودعته هو وعروسه ..وصدرها يعلو ويهبط من شدة الفرح والغبطة.
وعاد اليها جثمان مسجي بعربة إسعاف ودفنته بدموعها قبل يدها وأهالت عليه طلب الرحمة والغفران قبل التراب
وأدركت اأننها لم (تلده) للحياه بل للآخرة وإنزوت لمدة عام كامل وعندما لاحت الذكري الأولي لإستشهاده .لم تطق أكثر من ذلك عيشاً في دنيانا هذه حيث لا يوجد (حمودة) .أمر الله روحها المطمئنة ان أرجعي الي راضية مرضية.
اللهم تقبل (الشهيد النقيب (المقدم) حمودة علي دلمان الدفعه 46 )العريس وأم العريس (حاجة التومة)وكل من إستبسل ذلك اليوم الرهيب
هذا هو شهيدنا العريس أروني مثله.
طارق محمد خالد