إن أعظم ما بين أيدينا اليوم هو كلام الله سبحانه وتعالى الذى أنزل على نبينا محمد صل الله عليه وسلم وهو أعظم رسالة تتجلىء بنور القرآن الكريم . نزلت قبله رسالات وكتب كثيرة للأنبياء سابقين لكن هذه الرسالة خاتمة الرسالات وأشملها وأجمعها لم تحرف وتغير بأذن الله . القرآن الكريم نزل ليبين لنا التوحيد والفقة ويوضح لنا العبادة ويعيشنا فى القصص والعبر لنعتبر منها ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر. أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نخلص له العبادة وحدة وأن لا منجى ولا ملجا الا اليه وحذرنا من إتباع الكفر وملته ومن المنافقين وأتباعهم والجهلاء والسفهاء .
ما نعيشه اليوم فى وطننا الاسلامى يحتاج منا وقفة إسلامية ونظرة دينية لنتمعن فى كتاب الله وفى قصص السابقين الذين ضرب الله بهم المثل لنتعظ منهم . إن ما تعيشه كثيرا من دولنا الاسلامية وخاصه العربية منها لم تكن وليد الحالة التى يعانى منها الشرق الاوسط ولأ أحداث الساعة التى نعزيها للأسباب السياسية والاقتصادية وإنما بما كسبت أيدى الناس وبعدنا عن الدين وعدم إيماننا القوى وتصديقنا الكامل لكلام الله وإتباع ملة الكفر والنفاق وترك النصح والمعروف وهى فتن آخر الزمان التى حذرنا منها نبينا عليه الصلاة والسلام .
أحداث العراق وسوريا والصومال وليبيا واليمن وفلسطين وعدم الاستقرار فى كثير من باقى الدول هو بفعل إيدينا ودعم أعدائنا وهو إمتحان من الله لنا ليميز الخبيث من الطيب وليمحص قلوبنا وحذرنا الله من اليهود والنصارى التى لم ترضى عنا حتى نتبع ملتهم وحذرنا رسولنا الكريم من المنافقين والروافض والخوارج وهو لا ينطق عن الهوى وإنما وحى يوحى . إذا هل عملنا بهذا التحذير وهل تمعنا كلام الله وأحاديث رسولنا الكريم ؟ فى العراق دخلت أمة الكفر باسم حماية الشعب وإرساء الديمقراطية وتدمير اسلحة الدمار الشامل وهو تخطيط يهودى للإضعاف القوى العربية والاسلامية يبدأ دولة دولة حتى يقسم كل الدول ويجعلها مجموعات تحارب بعضها البعض لأنه يؤمن بأن الاسلام منتصر وأن دين الله لا ينطفىء نوره وكانت النتيجة تشريد الشعب العراقى وترسيخ الطائفية والعنصرية العقائدية وعدم وجود اسلحة دمار شامل . نفس السيناريو ينطبق على باقى الدول بتفكيكها بحجة الديمقراطية وحماية الشعوب و يتكرر اليوم فى سوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان وسوف يطال مصر ولبنان والمغرب والجزائر ومورتانيا والبحرين وقد سبقتهم فلسطين وينهك دول الخليج بتأثرها بحروب الدول المجاورة لها ليصلوا الى هدفهم وتخطيطهم .
شباب الامة الاسلامية اليوم اصبحوا محتارين بين الحقيقة والباطل وبين الحق والضلال منهم من يبحث عن الحق وهو ضائع بين الطوائف والاحزاب ومنهم استسلم للواقع وتساهل فى أمور دينه ومنهم من إتبع الغرب بدينه وعقله ومع الاسلام بجسده وهويته . هؤلاء أمانة فى أعناق والديهم ومعلميهم وعلمائهم وقياداتهم لأنهم ترعرعوا فى فترة كثرة فيها الأختلافات والإنشقاقات وإنتشرت فيها وسائل الاعلام المضلله والأحزاب والجماعات المتشددة ومتحيزة الى طائفة أو فئة والكل يدلى بفتوته وفهمه للقرآن والسنة . فكيف نلوم هؤلاء الشباب إذا تابعوا الغرب او إنتموا للجماعات الخارجة عن الملة أو المتشددة حيث أصبح الحق باطلا والباطل حقا .
كم جهه تقاتل بعضها البعض فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وكلها تنتمى للإسلام وبأسم الإسلام لكن كل جهة لها مفهومها الإسلامى وتفسيرها للقرآن والاحاديث وتعصبها الدينى وذلك لعدم لوجود جهة إسلامية مرجعية توحد الصف وتبين الحقيقة وتحارب الخارجين عن الملة وتكون سدا منيعا ضد أمة الكفر والإلحاد . الأمة الاسلامية وخاصة العربية منها تحتاج لوقفه تصحيحة ولجهة تتولى هذا الأمر لتجمع الصف وتبين معانى الآيات السامية وسماحة هذا الدين وتوضيح الحق ليتبع وتتكاتف مع بعضها البعض ضد أعدائها الحقيقين من اليهود والروافض والعلمانيين وأن تثق بالله وتتوكل عليه والله إن الله لناصر الدين وأمة الاسلام إذا تمسكت بحبل الله المتين وإتبعت كتابه المبين وطبقت شرع الله القويم . هلموا هلموا للنهض ولا ننتظر انشقاق القمر وقيام الساعة . نسأل الله الكريم أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعة ويوحد صفنا ويهدى ضالنا وينصرنا على أعدائنا .