جلسة مع بروفيسور غندور

[JUSTIFY]
جلسة مع بروفيسور غندور

دعانا يوم أول أمس البروفيسور غندور لجلسة تنوير بدار المؤتمر الوطني لشرح ماغمض وشف من خطاب السيد رئيس الجمهورية.
بالطبع لبيت الدعوة فمثل هذا الرجل لايرد له طلب لأنه صيغة جديدة تعبر عن حالات فريدة في السياسة، وأكشف هنا إنها أول مرة أدخل فيها دار المؤتمر الوطني بيد أنها لن تكون الأخيرة.
تحدث البروف باستفاضة وإحاطة وكشف أن التحضير لخطاب السيد رئيس الجمهورية تم خلال 48ساعة وعزا ذلك إلى أن المعارضة قامت بعمل تكتيكي مضاد برفع توقعات ما سميت (بالمفاجأة) فذهبت إلى أن الخطاب سيتضمن حل البرلمان والحركة الإسلامية والحكومة وسيعلن عن تكوين حكومة قومية فرأت قيادة المؤتمر الوطني أن يخاطب الرئيس الأمة بوثيقة حزبية تضئ الإرهاص بما ستحتويه (وثيقة الإصلاح).
لم يتهم غندور المعارضة بالعمالة، ولم يقل في وجهها أف، ولم يعنفها، بل أشاد بفعلتها على أساس أن عملها مدروس وذكي، وقال بالحرف الواحد (مبروك) تلك سابقة لم تعهدها السياسة السودانية منذ عهدي عمارة دنقس وعبد الله جماع ولم يأتِ بمثلها بادي أبوشلوخ!!.
غندور ليس من (قماشة) السياسيين الذين يفهمون فقط ما يريدون، ولايفهمون ما لا يريدون إنه محيط جديد ينفتح في وجه الانقباض بسياسة السهل الممتنع!.
حين منحت الفرصة لم أتقوم بأي سؤال بل اتجهت نحو قراءتي وتوقعاتي للترتيب النهائي لمبادرة الرئيس، فأنا أعتقد أن حرص الإمام الصادق المهدي على حضور اللقاء ومنحه البعد الوازن يأتي لكون أن حزب الأمة القومي هو في الأساس (قوة انتخابية) تحرص على تفاهم مشترك يقود لانتخابات مراقبة ونزيهة وتلك هي وسيلته المجربة تاريخياً للوصول به إلى السلطة منفرداً أو مؤتلفاً. لذا فحزب الأمة صاحب مصلحة حقيقية في أي مبادرة تحدث تحولاً عن طريق الصناديق، وينطبق هذا التوصيف أيضاً على المؤتمر الشعبي الذي حرص فيما مضى على خوض الانتخابات الماضية رغم تحفظه على نتائجها وتشكيله في مجمل العملية، وينسحب هذا الوصف أيضاً على الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي شارك بنجل زعيمه.
في تقديري أن المبادرة إذا ما مضت بسند هذه القوى التي لبت دعوة رئاسة الجمهورية فإنها لامحالة ستحدث تصدعاً في صفوف الجبهة الثورية باستجابة فصيلي حركة التحرير والعدل والمساواة للانخراط في اتفاق الدوحة بإضافات جديدة وضمانات دولية، أما قوى الإجماع وماستبقى من الجبهة الثورية فإنهم لن يصالحوا أو تتم استجابتهم لأي ترتيب على خلفية التعارض الجذري في الرؤيا والوسائل، وستتجه هذه القوى لوصف الترتيب الجديد بأنه تحالف إسلامي يميني يشكل خطراً على المنطقة برمتها.
ذلك ببساطة لأنها على غير أستعداد لمساندة مشروع إسلامي حتى إذا ما اعتمد وسيلة الصناديق، ولن تضيق نفسها لجوهره كي تمنحه الاتقاد، وهي غير يائسة من مشروعها الموصوف جدلياً (بالحتمي) إضافة إلى أنها في الأساس ليست قوى انتخابية راجحة، لذا من الطبيعى أن تستعصم بالعناد، مستفيدة من التغيرات الإقليمية التي طرأت مؤخراً ومن الاسترابة الغربية تجاه أي مشروع إسلامي.

[/JUSTIFY]

أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني

Exit mobile version